أثر تعريف المرجئة للإيمان


السؤال



السؤال:

نص السؤال يقول: فضيلة الشيخ -وفقكم
الله-: الذين يقولون: إن الإيمان هو التصديق، هل هذه العبارة أو هذا التعريف يقدح
في إيمان من قال ذلك، وما هو الأثر الذي يترتب على القول بأن الإيمان هو التصديق،
وكذلك ما هو الأثر الذي يترتب على من يقول بأن الإيمان هو التصديق والإقرار؟

الجواب:

يترتب عليه إلغاء العمل، وأنه ما تضر
المعاصي.  المعاصي ما تضر ولا تنقِّص الإيمان.  هذا الذي يترتب على
الإرجاء، أن المعاصي ما تضر الإنسان ولو فعل ما فعل ما يضره ما دام أنه في قلبه
معترف أو مصدق.  والمرجئة طوائف، ما هم بطائفة واحدة، بعضهم يقول الإيمان هو
المعرفة كما يقوله الجهم بن صفوان، وهذا أخطر الأقوال، هذا كفر؛ لأن فرعون يعرف في
قراره نفسه، يعرف.  قال له موسى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ
هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الإسراء: 102] فهو يعرف في
قلبه، فيكون مؤمن، فرعون مؤمن؛ لأنه يعرف بقلبه.  الكفار يقول الله -جلَّ
وعلا-: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ
الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 33]، هم يعرفون بأن
الرسول صادق، فمعنى هذا أنهم كلهم مؤمنين على مذهب الجهم بن صفوان -قبَّحه الله-،
هذا أخطر أنواع الإرجاء.  ومنهم من يقول الإيمان هو التصديق، ما هو
بمجرد المعرفة، بل التصديق بالقلب، ولا يلزم الإقرار والعمل، هذا قول الأشاعرة،
وهذا قول باطل بلا شك، لكن ما هو بمثل مذهب الجهم.  ومنهم من يقول الإيمان هو
الإقرار باللسان ولو لم يعتقد بقلبه -قول الكرّامية-، وهذا قول باطل؛ لأن
المنافقين يقولون بألسنتهم، والله حكم أنهم في الدرك الأسفل من النار، معنى هذا
أنهم مؤمنون.  وأخفّهم اللي يقول أن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان، هذا
أخفّ أنواع المرجئة، لكنهم يشتركون كلهم بعدم الاهتمام بالعمل، كلهم يشتركون، لكن
بعضهم أخفّ من بعض.  نعم.