تعقيب على مقالة [من علمونا وعلموا من علمونا]

تعقيب على مقالة [من علمونا وعلموا منعلمونا]


قرأت مقالا قصير للأستاذ: تركي بن عبد الله السديري في جريدة الرياض الصادرة يوم الاثنين 2 ربيع الأول عام 1429هـ تحت عنوان: [من علمونا وعلموا من علمونا] وتحت هذا العنوان.

أولاً: تنقص لمعلمينا وللكتب التي درسناها حيث حجبنا تعليمهم والكتب التي درسونا عن العالم من حولنا حتى جيراننا في الإمارات وصرنا نوعية إسلامية – كما قال – أو ثقافية مختلفة عن الآخرين كل المسلمين الآخرين – وما هو هذا الاختلاف في نظر الكاتب هو أن المرأة وجدت بها أفضل مظهر محترم فهي كاشفة الوجه لكنها محكمة التحجب ومحترمة التعامل أيضا دون أن تكون خلفها عصا تتحرك يمينا ويسارا وتسمع نداء – تستري – وأقول للكاتب.

ثانياً: هل كشف المرأة لوجهها مظهر محترم وهو مظهر مخالف لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللذين يأمرانها بستر الوجه لأنه محط الأنظار ومركز الفتنة والجمال في المرأة وكيف تكون المرأة محكمة التحجب كما قلت – وهي كاشفة لوجهتها. أليس هذا من التناقض – لا تكون المرأة محكمة التحجب حتى تستر جميع بدنها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها بما في ذلك الوجه.

ثالثاً: هل الذين درسونا والكتب التي درسناها سببوا وسببت تلك الكتب تأخيرنا وهم إنما درسونا كتاب الله وسنة رسوله في تلك الكتب وإذا لم يكن التقدم بدراسة كتاب الله وسنة رسوله فبماذا يكون هل يكون بدراسة كتب الغرب وثقافة الغرب والله جل وعلا قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي .

رابعاً: هل من يأمر المرأة بقوله لها (تستري) حفاظا عليها يلام في ذلك هل يرى الأستاذ تركي أن يقال للمرأة: لا تستري و اخلعي الحجاب.

ثم قال الكاتب: عند الإخوة الأشقاء الأقرب جوارا وصلت المرأة إلى احتلال أربع مناصب وزارية

وأقول: هل من صالح المرأة الضعيفة أن تتولى مناصب الرجال وهي لا تطيق القيام بها – إن قامت بشيء منها – إلا على حساب كرامتها وحساب إضاعتها لبيتها وزوجها وأولادها مما هو أليق بها.

خامساً: اتهم الكاتب من علمونا وعلموا من علمونا بالقصور في التعليم والقصور في التفهيم – ونقول له: ومن أين تخرج هؤلاء العلماء الأفذاذ الذين تفخر بهم الأمة في مختلف العصور والذين قاموا بأعباء الأعمال الثقيلة خير قيام – لم يتخرجوا إلا على هؤلاء المعلمين الكرام وعلى تلك الكتب الجليلة. ثم ألم يخرج هؤلاء العلماء وتلك الكتب خيرة رجال السياسة من الملوك والأمراء والوزراء – إن تنقص مصادر تعليمنا لهو من كفران النعمة وجحود الجميل. وما هذا شأن الكرام وأرجو من الكاتب تركي السديري أن يعيد النظر فيما كتب لأن الكتابة نتاج العقل والفكر. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

 

صورة للمقال
الصورة