ضرورة الإكثار من الإستغفار


الخطبة الأولى

الحمد لله رب العالمين،يقبل التائبين، ويغفر ذنوب المذنبين،ويشكر للطاعيين وهو الغفور الشكور، وأشهدٌ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،يحي ويميت وهو على كل شيء قدير،وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،وسلم تسليماً كثيرا،   أما بعد:

أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، وتوبوا إليه فإن يقبل التوبة عن عباده ويغفر الذنوب ويستر العيوب وقد أمر الله بالتوبة ووعد أن يتوب للتائبين ويغفر ذنوب المذنبين في آيات كثيرة (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وفي الحديث: كل ابن آدم خطأ وخير الخطأين التوابون ، وفي الحديث القدسي أن الله سبحانه وتعالى يقول: يا عبادي أنكم تخطئون بالليل والنهار وان اغفر الذنوب فاستغفروني أغفر لكم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ينزل في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من سأل فأعطيه فإنه سبحانه وتعالى غفور شكور يمهل عباده ولا يهملهم يعاجلونه ويبادرونه بالمعاصي ولكن لا يبادرهم ولا يعالجهم بالعقوبة بل يمهملهم ويدعوهم إلى التوبة فإذا تابوا غفر لهم وكفر عنهم سيئتهم عرض الله التوبة على أكثر الخلق وهم (الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ) (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) قال تعالى:( أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) وقال صالح عليه السلام لقومه:( قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) قال نوح لقومه:(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) فالله سبحانه وتعالى يرتب على الاستغفار والتوبة خيرات كثيرة عاجله واجله (يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً) ينزل عليكم المطر المتواصل الذي به تحيى دياركم والذي به تنبت أشجاركم وثماركم (يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) إذا أرسل الله المطر بغزارة ومتتابعاً فإنه تنبت به الجنات من النخيل والأعناب والزيتون ووسائل الثمار كذلك تجري الأنهار من هذه الأمطار فتسقي الزروع وتسقي الآدميين وتسقي البهائم كل هذا من آثار الاستغفار بل إن الله سبحانه وتعالى يرفع العذاب عن المستغفرين قال تعالى:(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) والاستغفار هو طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، والاستغفار يكون من كل ذنب من أقبح الذنوب وأشد الذنوب وهو الكفر والشرك بالله عز وجل فإن الله حل وعلا قال:( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ) إن ينتهوا عن كفرهم وشركهم وقتالهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإن الله يغفر لهم ما قد سلف منهم من الذنوب والشرك والكفر وسائر المعاصي فكيف بالمؤمن إذا عصى الله ثم تاب إليه فإن الله يغفر له جميع الذنوب، والاستغفار مطلوب في كل وقت تستغفر الله عز وجل ولكن له أوقات يكون قبول الاستغفار فيها أكد وأكثر قال الله سبحانه في أهل الجنة (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* يعني في الدنيا كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) فهم مع قيام الليل يستغفرون الله من تقصيرهم لأن الإنسان مهما بذل من الطاعات فهو مقصر فيجبر ذلك بالاستغفار والتوبة، هذا حال الصالحين المحسنين فكيف بحال المسيئين المقصرين، وكان صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة المفروضة فإنه قبل أن ينصرف إلى أصحابه وهو مستقبل القبلة يقول: استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله ثلاث مرات ويداوم على ذلك والله جلَّ وعلا:( فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) فأهل الاستقامة بحاجه إلى الاستغفار لما يحصل منهم من التقصير في حق الله سبحانه وتعالى فكيف بأهل المعاصي والذنوب والسيئات والغفلات؟ فعلينا جميعاً أن نكثر من الاستغفار وأن نطلب من الله جل وعلا أن يغفر ذنوبنا ويكفر عنا خطايانا وإسرافنا في أمرنا فإننا مقصرون دائماً وأبداً ولا نزكي أنفسنا ولا نعجب بأعمالنا هذا في حال أهل الطاعة والإيمان، فكيف بحال المقصرين والعاصين؟ ولكن المسلم لا ييئس من رحمة الله ولا يقنط من رحمة الله ولا يتعاظم ذنبه ويقول هذا لا يغفر(إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، فالمسلم دائماً يستغفر الله ويلهج بالاستغفار ولا يترك ذلك حتى بعد الطاعات وقيام الليل فكيف في حال الغفلات،وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام من المجلس يستغفر الله عز وجل،وكان صلى الله عليه وسلم يستغفر في اليوم أكثر من سبعين مرة قال صلى الله عليه وسلم: ياأيها الناس توبوا إلى الله فإن أتوب إلى الله وأستغفر الله في اليوم سبعين مرة عد له أصحابه في جلساته انه يستغفر أكثر من مائة مرة في المجلس الواحد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بنا نحن فعلينا أن نكثر من الاستغفار وأن نحاسب أنفسنا على أخطائنا فنحدث لكل ذنب توبة واستغفاراً ولا نصر على ذنوبنا قال حل وعلا:( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)، فالاستغفار له فوائد عظيمة وخيرات كثيرة ولهذا كان شعار الأنبياء والمرسلين يستغفرون الله سبحانه وتعالى ويطلبون منه التوبة لما يحصل منهم من تقصير،فالإنسان عرضتن للخطأ وعرضتن للتقصير، فالمذنب يتوب من ذنوبه ويستغفر من ذنوبه والمطيع يستغفر الله من تقصيره في حق الله سبحانه وتعالى فلا أحد يستغني عن الاستغفار دائماً وأبدا فاستغفروا الله، وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم، أقولٌ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا،    أما بعد:

أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الاستغفار ليس الأفضل أن يقال باللسان فقط وإنما الاستغفار يكون باللسان ويكون بالقلب ويكون بالأعمال الصالحة أما إذا كان الاستغفار باللسان فقط ولا يتغير شيءٌ من حال الإنسان مع الذنوب والمعاصي وهو مصر على ذنوبه فإن الله لا يغفر له ولو أكثر من الاستغفار لأنه استغفار أجوف لا معنى له فأنت حينما تستغفر الله عن ماذا تستغفر الله؟ تستغفره من الذنوب فلماذا تبقى عليها مع الاستغفار؟ هذا لا يكون من عاقل فضلاً عن المؤمن فإذا استغفرت الله من ذنب فتركه وأبتعد عنه واستبدله بالطاعة فإن الله جل وعلا لن يقبل منك استغفارك وهو يعلم أنك مصير على الذنوب وأنك مقيم على المعاصي وأنك لا تغير من سلوكك شيئاً لا تغير من سلوكك الخاطئ شيئاً فإن هذا الاستغفار الكذابين، فعلينا أن نستحضر معنا الاستغفار حينما نستغفر الله فإن نستحضر معنا الاستغفار الحقيقي والاستغفار الصادق، أما الاستغفار باللسان من دون الرجوع إلى الذنوب والمعاصي فإنه لا يفيد صاحبه شيئا، فعلينا جميعاً أيها الناس علينا أن نكثر من الاستغفار وعن نبتعد عما استغفرنا منه وتوبنا منه وأن نستبدله بطاعة الله سبحانه وتعالى (وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً) فيكون استغفاره وتوبته صحيحين يظهر آثار ذلك في صلاح سلوكه وفي صلاح أعماله وصلاح فلبه وبعده عن المنكرات والمعاصي والسيئات هذا هو الذي يستغفر الله حقيقة ويتوب الله عليه كما وعد الله بذلك وهو لا يخلف وعده سبحانه، والله جل وعلا يفرح بتوبة عبده إذا استغفره وتاب فإن الله يفرح بذلك فرحا شديداً وليس هو بحاجة إلى هذا العبد ولا إلى توبته ولا إلى عمله ولكنه يفرح له بالخير ويفرح له بالنجاة ويفرح له بالتوبة في الحديث: لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم فقد راحلته في أرض فلاة في مفازة عليه طعامه وشرابه وأيس منها ثم جلس تحت شجرة ينتظر الموت فبينما هو كذلك فإذا هو براحلته عليه طعامه وشرابه ففرح بذلك وقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح يريد أن يقول اللهم أنت ربي وأن عبدك لكنه أخطأ من شدة الفرح فقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك فالله أشد فرحا من هذا الرجل الذي شارف على الهلاك ثم وصل إلى النجاة والحياة لا لحاجة منه إلى عباده ولكن عباده محتاجون إليه (إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) ولكنه برحمته وفضله وإحسانه يفرح لهم بالخير يفرح لهم بالنجاة يكره لهم الذنوب والمعاصي لأنها تهلكهم يكره لهم العقاب والنار هذا من رحمته ورأفته لعباده لكن هم الذين ينفرون عن الله سبحانه وتعالى مع حاجتهم إلى الله والله يدعوهم وهو غني عنهم وهو ينفرون عنه وهم محتاجون إليه لأن الشيطان يتلاعب بهم ويصدهم عن الله سبحانه وتعالى.

فتقوا الله، عباد الله، وبادروا بالتوبة، تعلمون ان التوبة مفتاحه ومتاحة لكن لابد أن تنتهي ولابد أن يأتي وقتٌ لا تقبل فيه التوبة وذلك عند حضور الوفاة عندما تبلغ الروح الحلقوم حين إذ كلن يتوب ولكن لا تقبل التوبة في هذا الوقت إن يقبل توبة العبد ما لم يغرر، وكذلك لا تقبل التوبة من جميع الناس إذا طلعت الشمس من مغربها في آخر الزمان (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً) فلنبادر بالتوبة ولنكررها ولنلزمها دائماً وأبداً لعل الله سبحانه وتعالى أن يتوب علينا.

ثم اعلموا عباد الله،أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديِّ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

وعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة ومن شذَّ شذَّ في النار(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبينا محمَّد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابة أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين وعنا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين.

    اللَّهُمَّ أنصر الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين عامةً يا رب العالمين،اللَّهُمَّ ولي علينا خيارنا، وكفينا شر شرارنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا ما لا يخافك ولا يرحمنا،اللهم أجعل وليتنا فيما خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق إمامنا لما فيه خير صلاح الإسلام والمسلمين،اللهم وفق إمامنا لما فيه صلاحه وصلاح الإسلام والمسلمين، اللهم أصلح بطانته وجلسائه ومستشاريه وأبعد عنه بطانة السوء والمفسدين يا رب العالمين،( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ).

عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.