المنتقى من أخبار سيد المرسلين11-05-1437هـ


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعل آله وأصحابه أجمعين، أما بعد
قال المؤلِّف –رحمهُ الله تعالى-:


كِتَابُ الِاعْتِكَافِ


 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ) : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- )

 وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ) : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ  .( مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا وَلِمُسْلِمٍ : قَالَ نَافِعٌ : وَقَدْ أَرَانِي عَبْدُ اللَّهِ الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ يَعْتَكِفُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  .-


عَنْ أَنَسٍ قَالَ) : كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ ، فَلَمْ يَعْتَكِفْ عَامًا ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ)  رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ وَلِأَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُد وَابْنِ مَاجَهْ هَذَا الْمَعْنَى مِنْ رِوَايَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ  .

وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ) : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِخِبَاءٍ فَضُرِبَ لَمَّا أَرَادَ الِاعْتِكَافَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ، فَأَمَرَتْ زَيْنَبُ بِخِبَائِهَا فَضُرِبَ وَأَمَرَتْ غَيْرُهَا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخِبَائِهَا فَضُرِبَ ; فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْفَجْرَ نَظَرَ ، فَإِذَا الْأَخْبِيَةُ ، فَقَالَ : آلْبِرَّ يُرِدْنَ ؟ فَأَمَرَ بِخِبَائِهِ فَقُوِّضَ وَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى اعْتَكَفَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَل مِنْ شَوَّالٍ  (رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا التِّرْمِذِيَّ لَكِنْ لَهُ مِنْهُ : كَانَ إذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ) وَفِيهِ أَنَّ النَّذْرَ لَا يَلْزَمُ بِمُجَرَّدِ النِّيَّةِ ، وَأَنَّ السُّنَنَ تُقْضَى ، وَأَنَّ لِلْمُعْتَكِفِ أَنْ يَلْزَمَ مِنْ الْمَسْجِدِ مَكَانًا بِعَيْنِهِ ، وَأَنَّ مَنْ الْتَزَمَ اعْتِكَافَ أَيَّامٍ مُعَيَّنَةٍ لَمْ يَلْزَمْهُ أَوَّلَ لَيْلَةٍ لَهَا.  

وَعَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ ): أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إذَا اعْتَكَفَ طُرِحَ لَهُ فِرَاشُهُ أَوْ يُوضَعُ لَهُ سَرِيرُهُ وَرَاءَ أُسْطُوَانَةِ التَّوْبَةِ)  رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ  .

وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا): كَانَتْ تُرَجِّلُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهِيَ حَائِضٌ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ وَهِي فِي حُجْرَتِهَا يُنَاوِلُهَا رَأْسَهُ ، وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ إذَا كَانَ مُعْتَكِفًا  ( وَعَنْهَا أَيْضًا قَالَتْ : إنْ كُنْتُ لَأَدْخُلُ الْبَيْتَ لِلْحَاجَةِ وَالْمَرِيضُ فِيهِ فَمَا أَسْأَلُ عَنْهُ إلَّا وَأَنَا مَارَّةٌ ( .

وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ قَالَتْ) : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُعْتَكِفًا ، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا ، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ لِأَنْقَلِبَ ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي ، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ( مُتَّفَقٌ عَلَيْهِنَّ.

 وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ) : كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -يَمُرُّ بِالْمَرِيضِ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ ، فَيَمُرُّ كَمَا هُوَ وَلَا يُعَرِّجُ يَسْأَلُ عَنْهُ .(  رَوَاهُ أَبُو دَاوُد  .

وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ) : السُّنَّةُ عَلَى الْمُعْتَكِفِ أَنْ لَا يَعُودَ مَرِيضًا ، وَلَا يَشْهَدَ جِنَازَةً ، وَلَا يَمَسَّ امْرَأَةً وَلَا يُبَاشِرَهَا ، وَلَا يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ إلَّا لِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ ، وَلَا اعْتِكَافَ إلَّا بِصَوْمٍ ، وَلَا اعْتِكَافَ إلَّا فِي مَسْجِدٍ جَامِعٍ)  رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.  

وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ ) : أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : كُنْتُ نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ؟ قَالَ : فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ)  مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . وَزَادَ الْبُخَارِيُّ " فَاعْتَكَفَ لَيْلَةً "

 وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ) : لَيْسَ عَلَى الْمُعْتَكِفِ صِيَامٌ إلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ عَلَى نَفْسِهِ  ( رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ : رَفَعَهُ أَبُو بَكْرٍ السُّوسِيُّ وَغَيْرُهُ لَا يَرْفَعُهُ  .

وَعَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ : لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ) : لَا اعْتِكَافَ إلَّا فِي الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ ، أَوْ قَالَ - فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ ( رَوَاهُ سَعِيدٌ فِي سُنَنِهِ  .

وَعَنْ عَائِشَةَ ): أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعْتَكَفَ مَعَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ وَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ تَرَى الدَّمَ ، فَرُبَّمَا وَضَعَتْ الطَّسْتَ تَحْتَهَا مِنْ الدَّمِ)  رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَفِي رِوَايَةٍ) : اعْتَكَفَ مَعَهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَزْوَاجِهِ وَكَانَتْ تَرَى الدَّمَ وَالصُّفْرَةَ وَالطَّسْتُ تَحْتَهَا وَهِيَ تُصَلِّي ( . رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُد .


بَابُ الِاجْتِهَادِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَفَضْلِ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا يُدْعَى فِيهَا وَأَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ ؟



عَنْ عَائِشَةَ: ) أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ  .( مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . وَلِأَحْمَدَ وَمُسْلِمٍ ): كَانَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا (

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –قَالَ) : مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ( رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا ابْنَ مَاجَهْ
.
وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ) : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ . : قُولِي : اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)  رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ، وَأَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَقَالَا فِيهِ : أَرَأَيْتَ إنْ وَافَقْت لَيْلَةَ الْقَدْرِ  .


وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : - مَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ، أَوْ قَالَ : تَحَرَّوْهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ)  . رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ  .

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ) : أَنَّ رَجُلًا أَتَى نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ إنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلِيلٌ يَشُقُّ عَلَيَّ الْقِيَامُ ، فَأْمُرْنِي بِلَيْلَةٍ لَعَلَّ اللَّهَ يُوَفِّقُنِي فِيهَا لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَقَالَ : عَلَيْكَ بِالسَّابِعَةِ  ( رَوَاهُ أَحْمَدُ

وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ): عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ : لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ)  رَوَاهُ أَبُو دَاوُد  .

 وَعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ : سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ وَقِيلَ لَهُ : إنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ) : مَنْ قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، فَقَالَ أُبَيٌّ : وَاَللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ إنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ يَحْلِفُ مَا يَسْتَثْنِي وَوَاللَّهِ إنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ ، هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -بِقِيَامِهَا ، هِيَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا  .( رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ  .

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: )إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ قَالَ فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ فَدَنَوْا مِنْهُ فَقَالَ إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ قَالَ وَإِنِّي أُرْبِئْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ فَمَطَرَتْ السَّمَاءُ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَجَبِينُهُ وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ فِيهِا الطِّينُ وَالْمَاءُ وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ)متفقٌ عليه، لكن لم يذكر في البخاري اعتكاف العشر الأول.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : (رأِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا ، وَأَرَانِي صُبْحَهَا أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ ، قَالَ : فَمُطِرْنَا في لَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْصَرَفَ وَإِنَّ أَثَرَ الْمَاءِ وَالطِّينِ عَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ )رواه أحْمدُ ومُسلِم، ؛ وزاد وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ يَقُولُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ).

عِنْدَ أَبِي بَكْرَةَ أنهُ سمِع رسُولَ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول:)  الْتَمِسُوهَا فِي تِسْعٍ بَقِينَ أَوْ سَبْعٍ بَقِينَ أَوْ خَمْسٍ بَقِينَ أَوْ ثَلاثٍ بَقِينَ أَوْ آخِرِ لَيْلَة) قالَ: وَكَانَ أُبُو بَكْرَةَ يُصَلِّي في العِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ صَلاتَهُ في سَائِرِ السَّنَةِ فَإِذَا دَخَلَ العَشْرُ اجْتَهد. رواه أحمد، والترمذي وصححه.. .

وعن أبي نَضْرَةَ عن أبي سعيدٍ في حديث لَهُ: (أَنَّ النَّبِي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ على الناس فَقال:  يا أيُّهَا النَّاسُ إنها كانَتْ أُبِينَت لي ليلةُ القَدْرِ، وَإني خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُم بِهَا فَجَاءَ رَجُلانِ يَحْتَقَّانِ مَعْهُمَا الشَّيْطَانُ فَنَسِيتُهَا، فالتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأواخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، التَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، وَالْخَامِسَةِ، وَالسَّابِعَةِ.( قَالَ: قُلْتُ يَا أَبَا سَعِيدٍ: إنكم أَعْلَمُ بِالعَدَدِ مِنَّا، فقال! أَجَل نَحْنُ أَحَقُ بِذَلِكَ مِنْكُمْ، قَالَ: قُلْتُ: مَا التَّاسعةُ، والخامسة، والسابعةُ، ؟ قَالَ: إِذَا مَضَتْ وَاحِدَةٌ وَعِشْرُونَ فَالتِي تَلِيهَا اثْنَانِ وَعِشْرُونَ فَهِيَ التَّاسِعَةُ، فإذا مَضَتْ ثَلاثٌ وَعِشْرُونَ فَالتِي تَلِيهَا السَّابِعَةُ، فإذا مَضَتْ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ فَالتِي تَلِيهَا الْخَامِسَةُ). رواه أحمد، ومسلم.

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أنَّ النبيَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: ( التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى، فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى.( رواه أحمد، والبخاري، وأبو داود.
وَفِي رِوَايَة: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: - (هِي فِي العَشْر ، في سَبْعٌ يَمْضِينَ، أَوْ تِسْعٌ يَبْقِينَ، يَعْنِي لَيْلَةَ القَدرِ.( رواه البخاري.

وعن ابن عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي المنامِ في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:- ( أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيًا فَلْيَتْحَرَّهَا في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ(.أخرجاه.
وَلِمُسْلِمٍ قَالَ: أُرِيَ رَجُلٌ أّنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فقال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  (أَرَى رُؤْيَاكُمْ في الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فَاطْلُبُوهَا في الوِتْرِ مِنْهَا(..

وعن عائشة -رَضِي اللهُ عَنْهَا- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:  (تَحَرُّوا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِن رمضان.( رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَالبُخَارِيُّ. وقال: في الوِتْرِ مِن العَشْرِ الأواخِر.


السؤال: يُعرّف بعضُ أهل العلم السابقين كابن رجب – رحمةُ اللَّهِ عَلَيهِ - يُعرّف الاعتكاف بأنه قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق هل من محظور في كلمة خدمة الخالق؟
الجواب: الأَولى أن يُقال لعبادة الخالق بدل الخدمة عبادة هم يُريدون بها العبادة لكن يُعبّرون عنها بالخدمة والأولى أن يُقال عبادة.
السؤال: الغُرف التي تكون مُلحقًة بالمسجد هل يصحُ الاعتكاف فيها؟
الجواب: إذا كان بابها إلى المسجد فيعتكف فيها؛ لأنها من المسجد أما إذا كان بابها خارج المسجد فهي ليست من المسجد.
السؤال: إذا كان والدي يرفضُ أن أعتكف العشر الأواخر من رمضان مع بلوغي عشرين سنة وهو ليس في حاجة لي فهل يلزمني طاعته في ذلك؟
الجواب: أقنعه ربما إنه جاهل بيّن له وأن هذا فيه خير لك وله وأنك ستدعو له لعله يقنع يعني تأخذه بالتي هي أحسن.
السؤال: من اعتكف العشر الأواخر من رمضان ثم احتاج إليه أهله فهل له أن يقطع الاعتكاف ويخرج إليهم؟
الجواب: نعم إذا عرض عارض يقتضي إنه يقطع الاعتكاف يقطعه لأن الاعتكاف ليس بواجب سنة.
السؤال: الموظف الذي يُريد الاعتكاف في جميع العشر الأواخر من رمضان. هل له أن يخرج إلى عمله في النهار ثم يعود إلى مُعتكفه قُبيل العصر إلى الغد وهكذا كل يوم؟
الجواب: نعم لا بأس له من الأجر بقدر ما اعتكف، والاعتكاف يكون في المساء كما يكون أيضا في كل النهار كما يكون في الصباح فقط.
السؤال: المعتكف هل له أن يتصفح جواله ويقرأ الرسائل الكثيرة التي ترده من الناس ويردُ عليهم وكذلك يقرأ في المواقع الإخبارية في الجوال؟
الجواب: هذا ما هو معتكف هذا (جاي) يتفرغ في النظر في الجوال ما هو معتكف.
السؤال: بعض الشباب من باب التعاون على البر والتقوى يجتمعون في مسجد مُعين في رمضان فيعتكفون العشر الأواخر كله.
الجواب: لا. ما عنا اعتكاف جماعي، الاعتكاف أفراد يخلو المسلم بربه – عزَّ وَجَلُّ - الرسول كان يخلو عن الصحابة الكرام وينفرد في مكان مخصص قد سُتر من جميع الجوانب فما هو بالاعتكاف الجماعي سوالف ضحك وأكل وشرب لا الاعتكاف تفرغ لعبادة الله ولا يكون إلا من أفراد ما يكون من جماعات مجتمعون جميع.
السؤال: ذكر أهل العلم أن المُعتكف ممنوع من البيع والشراء، هل يجوز له أن يخرج إلى خارج المسجد لشراء سواك عند الباب يُباع؟
الجواب: البيع والشراء المراد به البيع والشراء العام للسلع طلبا للربح أما أنه يشتري طلبا لحاجته فلا  بأس بذلك.
السؤال: ما حكم اعتكاف الصبيان دون البلوغ وحثهم على ذلك؟
الجواب: نعم مثل ما يؤمرون بالصلاة يكون لهم أجر إذا بلغوا سبعًا أما إذا الصبيان اللي دون السبع لا لكن اللي بلغوا سبعًا يؤمرون بالصيام إذا طاقوه يؤمرون بالاعتكاف يؤمرون قبل ذلك بالصلاة يتمرنون على العبادة.
السؤال: من اعتكف في الحرم أو في مسجد أخر فهل الأفضل له أن ينقطع للعبادة والذكر والصلاة أم الأفضل أن يحضر دروس أهل العلم التي تُقام في ذاك المسجد.
الجواب: دروس أهل العلم إذا كانت تستغرق وقت لا ما يحضرها أما إذا كان درسا علمي في وقت محدد وله كثيف لا بأس.
السؤال: الاعتكاف هل يكون لمدة ساعة أو ساعتين فدرسنا هذا مثلًا من المغرب إلى العشاء هل لنا أن ننويه أنه من باب الاعتكاف؟
الجواب: بعض العلماء يقول أن الاعتكاف ليس له حد قليل ولا كثير فإذا دخل الإنسان المسجد للصلاة ينوي الاعتكاف هذا فيه نظر والله أعلم.
السؤال: ما الحكمة من تقديم الطائفين في قولة سبحانه (أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)؟
الجواب: لأن الطواف لا يكون إلا بالكعبة أما الصلاة والاعتكاف فيكونان في غير المسجد الحرام في أرض الله الواسعة أما الطواف فهذا مخصص بالكعبة المشرفة  ولذلك قدم الله الطواف على غيره.
السؤال: من اعتكف العشر الأواخر من رمضان فمتى يخرج من مُعتكفه إذا غربت الشمس ليلة العيد أو عند خروجه لصلاة لعيد؟
الجواب: عند خروجه لصلاة العيد أحسن كان النبي – صَلىَّ اللهُ  عَلَيْهِ وَسَلِّمْ – يفعل ذلك.
السؤال: اعتكاف النبي – صَلىَّ اللهُ  عَلَيْهِ وَسَلِّمْ - عشرين يومًا هل يدل على أن قضاء النوافل مُستحب أو هو خاص به – عَلَيْهِ الصّلاة والسلام -؟
الجواب: خاص به صلى – صَلىَّ اللهُ  عَلَيْهِ وَسَلِّمْ -.
السؤال: انتشر في بعض المساجد أن بعض الشباب يُحضر معه خيمًة صغيرة تكفي واحد ويضعها في المسجد ليعتكف فيها ويقول إنه اقتداًء بفعل النبي – صَلىَّ اللهُ  عَلَيْهِ وَسَلِّمْ – فهل هذا مشروع؟
الجواب: لا هذه بدعة ولا يُمكّن من ذلك ويمنع من ذلك هو (جاي) يصلي ما جاي يعتكف فيجلس ينتظر الصلاة مع المسلمين ويصلي معهم ويخرج (يترزق) الله أما يجيب معه خيمة كلما دخل المسجد يقول هذا للاعتكاف هذا ما كان السلف يفعلونه ما كانوا يجيبون خيام معهم للصلاة ويقولون هذا للاعتكاف.


السؤال:
بعضهم يُحْضِرها-أي الخيمات- في العشر الأواخر؛ هل يجوز ذلك؟
الجواب:
إذا كان يريد أنْ يضعها في مكانٍ لا يُضايق الناس ويعتكف فيها إلى أنْ يأتي يوم العيد فلا بأس، أمّا أنْ يُحضِرها كل يوم ويطلع بها كل يوم فهذا ليس بمُعْتَكِفٍ.

السؤال:
هل الاعتكاف في المسجد الحرام والمسجد النبويّ له خُصوصية عن الاعتكاف في غيرهما؟
الجواب:
ما في شك، المساجد الثلاثة أفضل مِنْ غيرها في الاعتكاف، يعتكف في المسجد الحرام أو في المسجد النبوي أو في المسجد الأقصى؛ لها فضيلةٌ على غيرِها.

السؤال:
في بلادنا مشايخ السُّنة يُفْتون أنَّه لا اعتكاف إلّا في المساجد الثلاثة، وينهون الناس عن الاعتكاف في مساجدنا في البلدِ، فهل ما يذكُرُونه صحيح؟
الجواب:
لا ليس بصحيح، هذا قولٌ شاذٌّ، والصحيح أنَّه: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد} ولم يقُل الثلاثة، كُل المساجد والحمد لله التي تُصَلّى فيها الجماعة يُعْتَكَف فيها.
وهذا فيه تشديد على الناس وحِرمان للناس مِنَ العبادة والأجر، الله وَسَّعَ في هذا-سُبحانهُ وتعالى-.

السؤال:
إذا استأذنت المرأةُ زوجها في الاعتكاف فلم يأذن لها؛ فهل يأثم بذلك؟
الجواب:
لا، لا يأثم بذلك، يأثم لو مَنَعها مِنْ فعل الواجب؛ مثل الصلاة المفروضة وصيام رمضان، فليس له حقٌّ أنْ يمنعها، مثل الحج؛ إذا كانت حَجَّة الإسلام ووَجَدَت مَحرَمًا، فلا يجوز أنْ يمنعها.

السؤال:
هل يجوز للمُعْتَكِف أنْ يخرج إلى منزله لأجل الاغتسال المُستحب؟
الجواب:
لا بأس، مُجَرَّد أنَّهُ يغتسل ويرجِع زمنٌ قليلٌ، لا بأس.

السؤال:
في قول الرسولِ-صَلّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: (فِي سَبْعٍ يَبْقينَ)؛ هل هذا دليلٌ على أنَّ ليلة القدر قد تكون ليست في الأوتار؟
الجواب:
ليلة القَدر تحتمِل كل ليلة مِن ليالي رمضان، مِنْ حين يدخل إلى أنْ يخرُج كل ليلة يحتمِل أنها هي ليلة القدر، وإنما البحثُ في الراجحِ مِنَ الاحتمالاتِ.

السؤال:
ذكَرْتُم-حفظكم الله- أنَّ الحائِضَ والجُنُب يُمْنَعان مِنَ اللُّبثِ في المسجد؛ هل يجوز أنْ يدخُل الجُنُب لأجل الأذان في المسجد ثم يخرج؟
الجواب:
نعم، لأنه لا يجلس في المسجد، ولا يُشْتَرَط في الأذان الطهارة، لا بأس.

السؤال:
ما سببُ اختلافِ العُلماء في المسألةِ الواحدةِ؟ وما موقف العاميّ وطالب العلم المُبتدئ مِنْ هذا الخِلاف؟
الجواب:
اختلافُهُم بحَسَبِ ما يظهر لهم مِنَ الدليلِ أو مِنَ الأدِلّةِ، فهم مُجتهدون لهم أجرٌ في الاجتهاد: (إِذَا اجْتَهَدَ الحَاكِمُ فَأصَابَ فَلَهُ أجْرَان، وإِذَا اجْتَهَدَ فَأخْطَأ فلَهُ أَجْرٌ واحِدٌ)، فهذا شيءٌ طيّبٌ، وهذا مِنَ الحِرص على الخير.
العاميّ لا يأخُذ بالخلاف، ولا يختار هو، وإنما يَسأل العلماء، العاميّ يسأل العالِم ويأخُذ بقولِ العالِم: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.

السؤال:
هل للمرأةِ أنْ تعتكفَ في مسجد بيتها الّذي تضع سجادتها فيه وتُصلي فيه؟
الجواب:
لا، الاعتكاف في المساجد، لا يكون في مُصَلّى البيت، هذا ليس مسجِدًا، هذا مُصَلّى وليس مسجدًا.

السؤال:
في قولِ عائشة-رَضِيَ اللهُ عنها وأرضاها- عن المُعْتَكِفِ أنّهُ لا يشهَدُ جنازةً؛ إذا كان الرجل في المسجد مُعتَكِفًا ثم صُلِّيَ على جنازةٍ فهل لهُ أنْ يُصَلِّيَ معهم؟
الجواب:
نعم، ليس المعنى أنه ما يُصلِّي على الجنازة إذا حَضَرَت، معناه ما يخرج معها للمقبرةِ.
ولا يذهب إلى المساجد يتَتَبَّع الجنائز وهو مُعتَكِفٌ مثلما يفعل بعضُ الشَّبابِ؛ يطيرون مِنْ مسجدٍ لمسجدٍ، إذا صليتَ على جنازةٍ في اليوم يكفي هذا، إذا صلَّيتَ على جنازةٍ مُحْتَسِبًا الأجر يكفي، لا تروح تتَتبّع المساجد، ويُصَلّون على الجنازةِ قبل مجيء الإمام ويطلُعون لمسجدٍ ثانٍ؛ فيفتاتون على الإمام، هذا مِنْ حقِّ الإمام، ولا يُصَلّي غيرُهُ على الجِنازة، ولا يُصَلّي الفريضة غيرُهُ، هو إمام المسجد وهذا محل ولايته.
لكن هؤلاء أصلحهم الله ما تفَقَّهوا في الدين، عندهم حِرصٌ على الخير لكن ما عندهم فِقْه، وهذه آفةُ الجهلِ.

السؤال:
إذا اعتَكَفْتُ في مسجدِ الحيّ الّذي أسكُنُ فيه؛ وهذا المسجد لا تُصَلَّى فيه صلاة الجماعة؛ هل يجب عليَّ الخروج لصلاة الجماعة؟
الجواب:
لا تعتكِف فيه، اذهب للمسجد الّذي تُصَلّى فيه الجماعة، أنْ تخرُج كل وقتٍ لتُصَلِّي صلاة الجماعة هذا يتنافى مع الاعتكاف، خَلِّك بمسجدٍ تُقامُ فيه صلاةُ الجماعةِ.

السؤال:
إذا كان مسجد الحيّ الّذي أسكُنُ فيه تُصَلّى فيه صلاة الجماعة لا الجُمُعة؛ فهل يجب عليَّ أنْ أخرُج إلى الجمعة إذا جاء وقتُها أم أُصَلِّي الظُهر؟
الجواب:
اعتكِف في المسجد الّذي تُصَلَّى فيه صلاة الجماعة؛ الصلوات الخمس، وإذا جاءت الجُمُعة اخرُج وصَلِّ الجمعة؛ ما في بأس، ولا يتنافى هذا مع الاعتكاف.

السؤال:
مَنْ نَذَرَ الاعتكاف فإنَّ الاعتكاف يكون واجِبًا، إذا كان مُوَظَّفًا هل يجوز له الخروج إلى الوظيفةِ مع أنَّهُ مُعْتَكِف؟
الجواب:
إذا استثنى وشَرَطَ أنْ يخرُج لا بأس، أمَّا إذا لم يشترط فلا، ليس له الخروج.

السؤال:
المسجد الّذي نُصَلِّي فيه الجماعة هو مكانٌ مُستَأجَر، وأحيانًا لا نستطيع دفْع الأُجْرَة فيُغْلَقُ هذا المسجد، هل يُسَمَّى مسجدًا؟
الجواب:
لا، هذا مُصَلَّى وليس مسجدًا.

السؤال:
أيُّهُما أفضل إذا كان الإنسان مِمَّن ينتفع به الناسُ كثيرًا؛ هل الأفضل لهُ أنْ يدخُلَ في مُعْتَكَفِهِ ويتعبَّد لوحدِهِ أو يخرُج مِنَ المُعْتَكَفِ لينفعَ الناس؟
الجواب:
الرَّسولُ-صلّى اللهُ عليه وسَلَّم- كان هو أنفعُ الناسِ للناسِ، وكان يعتكِف ويتفرَّغ عن الناس، فلنا فيه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ