هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرفق ضروري للدولة

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرفق ضروري للدولة

يكثر الكلام في هذه الأيام في الصحف في انتقاد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل تتطاول الأيدي الآثمة على أعضائها وكأنها ليس لها حصانة ومكانة محترمة تحميها من الأذى كما هو الحال في سائر الجهات الرسمية في الدولة مع أن لها مستندًا من الكتاب والسنة واجماع الأمة ومستندًا من ولي الأمر الذي عينها وجعل لها ميزانية كسائر الدوائر الرسمية، فلماذا هي بالذات دائما توجه إليها سهام الانتقاد اللاذع دون سائر الدوائر الرسمية مع أن الله سبحانه هو الذي أمر بإنشائها ومساعدتها وحمايتها قال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)، وجعل وجودها وقيامها بعملها سببا للنصر من الله تعالى قال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)، وربط سبحانه بقاء الدولة ببقاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)، وأحل لعنته سبحانه على الذين لا يتناهون عن منكر فعلوه قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، لماذا التطاول على رجال الهيئة إذا أدوا واجبهم وواجب الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هل يشترط في رجل الحسبة أن يكون معصومًا من الخطأ لو فرض أن وقع منه خطأ غير مقصود.

ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها           كفى المرأ نبلا أن تعد معايبه

وإذا قدر أن عضو الهيئة أخطأ في عمله عن اجتهاد فله مرجع ينظر في قضيته ولا دخل للصحف في ذلك ولماذا يجرم العضو ولا يجرم العاصي والمخالف ويمنع من الاستمرار على جريمته ويردع من يستمر على جرمه حتى يتطهر المجتمع عن انتشار الجرائم والمخالفات، ولا شك أن ولاة أمورنا حفظهم الله مع الحق وأهله ويريدون الإصلاح وفقهم الله وبارك في جهودهم.

 

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

19-01-1433هـ

صورة للمقال