الرجوع إلى أهل العلم وسؤالهم فيما أشكل على الناس


الخطبة الأولى

الحمد لله (الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً)، وأشهدٌ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،إقراراً به وتوحيدا،وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً مزيدا   أما بعد:

أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى (أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى) أي بدين الإسلام (أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى) أي بالعلم النافع (وَدِينِ الْحَقِّ)وهو دين الإسلام وأمره أن يتبين للناس ما نزل إليهم، فكان المسلمون يرجعون إليه فيما أشكل عليهم من أمور دينهم وأمور دنياهم، ويسألونه فيفتيهم ويبين لهم الحق وإذا لم يكن عنده جواب عن بعض الأسئلة فإنه ينتظر ويؤخر الإجابة حتى ينزل عليه الوحيٌ من ربه سبحانه وتعالى، ثم من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم كان أصاحبه ويتولون، كان العلماء من أصحابه يتولون الفتاوى ويرجع الناس إليهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم ، فكان الناس يرجعون إلى علماء الصحابة فيما أشكل عليهم فيسألونهم فيفتونهم بما فتح الله عليهم من العلم، وإذا أشكل شيء فإن الصحابة يتشاورن فيه ويتراجعون فيما بينهم، وإذا لم يتبين للمسئول جواب السائل فإنه يحله إلى غيره إلى من هو أعلم منه بل كانوا لا يحرصون على الفتاوى وإنما عندما الحاجة، وإذا لم يوجد من يتولاها فإنهم رضي الله عنهم يفتون السائلين بما فتح الله عليهم من الفقه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الفتاوى معناها بيان الحكم الشرعي من الكتاب والسنة الحكم الذي أنزله الله، وليست الفتاوى بالرأي من عند المسئول أو التفكير بل هي حكم شرعي يؤخذ من كتاب الله ومن سنة رسول الله، والمفتي يقول أن الله أحل لك هذا أو حرم عليك كذا فيقول عن الله سبحانه وتعالى فإن كان مصيباً في فتواه فله الأجر العظيم، وإن كان مخطئاً من غير قصد وعنده علم لكنه أخطأ العالم يخطأ أحيانا فإن الله يؤجره على اجتهاده، ولكن لا يؤخذ الخطأ بل لابد من الرجوع إلى الصواب هذا في العلماء قال الله جل وعلا:(أسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) فأمر الجهال أن يسألوا  أهل العلم، وأوجب على العلماء أن يبينوا للسائلين ما أشكل عليهم من الأحكام الشرعية فيرجع إلى أهل العلم، وأهل العلم هم الفقهاء في دين الله الذين يخشون الله عز وجل ويتقونه في أنفسهم وفي السائلين، فيجيبون بما يبرئ الذمة، ذمة المسئول، وذمة السائل هكذا كانوا من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ثم من بعد الصحابة صار الناس يرجعون إلى العلماء من سائر العصور كل أهل عصر وأهل مصر يرجعون إلى علماءهم فيسألونهم عما أشكل عليهم، وكانت هذه البلاد التي نعيش فيها كانت على هذا المنهج السليم يتولى الإفتاء فيها العلماء الذين يخشون الله سبحانه وتعالى خصوصاً العلماء الذين أسندت إليهم الفتاوى وأمر الناس أن يرجعوا إليهم فكانوا لا يتعدونهم وكانوا يأخذونهم بفتاواهم، وكانت هذه البلاد ولله الحمد، على منهج سليم هو منهج سلف هذه الأمة، فاسأل لا يبقى في جهالته والعالم لا يبخل بعلمه، بل السائل يسأل أهل العلم وأهل الخشية والتقوى وأهل العلم يفتونه بالحق سواً وافق هواه ورغبته أو لم يوافقها، والواجب على المسلم أن يقبل الحق سواً كان له أو عليه سواً كان يوافق هواه أو لا يوافق هواه فإن الخير فيما اختاره الله له (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) فالسأل يجب عليه أن يتقي الله ولا يذهب إلى الجهال والمتعالمين، والذين أهل الفوضى ويتجنب العلماء وسؤال العلماء لأنه يخشى أن العلماء يفتونه بما لا يوافق هواه ورغبته، فيذهب إلى ما هب ودب ويسأل ولا يقتصر على واحد ولا على عشرة ولا، بل يسأل حتى يجد من يوافقه هواه لأنه لا يخشى الله عز وجل، وإنما يريد هواه حصلت الفوضى في هذا الزمان في شأن الفتوى، وتدخل فيها من ليس من أهلها وسؤال من ليس عنده علم تصدر للفتوى من لا يخاف الله، تصدر للفتوى من ليس عنده علم، إما جاهل مركب وإما متعالم يدعي العلم وهو ليس بعالم لم يأخذ العلم عن العلماء وإنما أخذه من فكره وأخذه من الكتب الذي عنده وهو لا يدري هل هي حق أو خطأ، لأنه لا يخاف الله عز وجل ولا يتصور الوقوف بين يدي الله عز وجل لأن الله قال:( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ* مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ* وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، فالواجب على هؤلاء على السائلين والمسئولين أن يتقوا الله سبحانه وتعالى والإنسان في عافية لا غضات عليه إذا قال أذهب إلى ما هو أعلى مني أذهب إلى الجهات المختصة في الفتوى، ولا يتدخل فيما ليس من شأنك، ولا يورط نفسه، كذلك يجب عليه أن يقول لا أعلم إذا لم يتبين له الجواب يقول لا أعلم حتى ولو كان من أهل العلم، لأن العالم لا يحيط بكل شيء فكيف بالجاهل والمتعالم فإذا لم يتبين له جواب السؤال فإنه يقول: له لا أدري أذهب إلى ما هو  أعلم مني، جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس رحمه الله أحد الأئمة الأربعة الكبار الذين تشد إليهم الرحال لطلب العلم جاءه رجل فسأله عن أربعين مسألة، فأجاب الإمام مالك رحمه الله عن أربع مسائل منها، وقال: عن البقية لا أدري، قال: له الرجل أتيتك من بعيد وأكللت راحلتي وتقول لا أدري، قال: أركب راحلتك وذهب إلى البلد التي جاءت منها وقل سألت مالكاً فقال لا أدري، يا سبحان الله الإمام مالك يقول لا أدري وهذا الجاهل وهذا المتعالم لا يترك شيئاً إلا ويوجب فيه ويحمل ذمته ويهلك الناس، جاء في الحديث أنه إذا لم يبقى عالم في آخر الزمان إذا مات العلماء ولم يبقى عالم اتخذوا الناس رؤوساً جهالاً فأتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ضلوا في أنفسهم عن الحق وأضلوا غيرهم (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)، فالواجب على هؤلاء أن يعرفوا قدر أنفسهم، وأن يخافوا الله عز وجل، وأن يكفوا عن الخوض فيما لا يعلمون، فإن هذا أبرى لذمتهم ولذمم الناس ولا يهلكوا أنفسهم ويهلوا غيرهم في هذا التخبط وهذه الفوضى حتى رخصة الفتوى على الناس، الفتوى الآن رخصة على الناس ورخصة أقوال أهل العلم على الناس لأنهم رأوا فيها فوضى ورأوا فيها ما يعجب له العقلاء من التناقض ومن التضارب ومن القول على الله بغير علم، فالواجب على هؤلاء أن يتقوا الله، ولهذا لما رأى ولي أمر المسلمين خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، لما رأى هذه الفوضى في الفتوى، ورأى الفساد الذي نشأ عن ذلك ورأى الاضطراب، ورأى الخوض في أعراض العلماء يتهكمون بالعلماء الذي يفتون بغير ما يوافق أهوائهم لا ينظرون إلى أنه حق أو غير حق وإنما ينظرون إلى أهواءهم فإذا أفتى العالم بما لا يوافق أهواءهم أخذوا يتكلمون في حقه ويحقرونه ويصفونه بالتشدد ويصفونه بالتكفير وغير ذلك من الألقاب، وإذا جاءت الفتوى من جاهل ومن متعالم لكنها توافق أهواءهم أشادوا بها ومدحوها ورفعوا هذا الجاهل وجعلوه عالماً وفاهماً وجعلوه متفتحاً وعارفاً بالأمور وهكذا حتى نشأ ما تعلمون، فلما رأى خادم الحرمين وفقه الله للصواب وأعانه على الحق، لما رأى هذه الفوضى خشي على المسلمين خشي على العباد وعلى البلاد من العقوبة وأن تقع فيما وقعت فيه بنو إسرائيل من الفوضى وحصل لهم الهلاك بسبب ذلك، أصدر قراراً حكيماً بمنع هؤلاء ولجم هؤلاء عن التدخل فيما ليس من شؤونهم وأمر أن يرجع إلى الجهات المختصة في الفتوى، أمر أن يرجع في الأسئلة إلى جهات الإفتاء المعتمدين لأجل ضبط الأمور، ولأجل حماية البلاد من الفوضى، ولأجل حماية أعراض العلماء من الكلام فيهم، ولأجل ردع السفهاء والمتطاولين بألسنتهم على أهل العلم وعلى الأحكام الشرعية، لقد تناولوا الأحكام الشرعية كثير من الصحفيين نصبوا أنفسهم علماء ومفتين فتدخلوا في الأحكام الشرعية يتكلمون فيها بغير علم ويلكنها وينشرونها في صحفهم وجرائدهم حتى أربكوا الناس وحتى أوقعوا الناس في الفوضى والبلبلة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

يا عباد الله، الناس يرجعون إلى الأطباء المختصين في علاج الأمراض وفي إجراء العمليات ولا يرجعون إلى كل متطبب أو كل مدعي للعلاج، إنما يسألون عن أحذق الناس في الطب ويسألون عن الأطباء المعتبرين فيراجعونهم، ويجرون الجراحات عندهم ولا يرجعون إلى كل من هب ودب ودعا أمر الطب هذا في أمور الأبدان وفي أمور الدنيا، فكيف أمور الدين؟ يرجع فيها إلى أهل الفوضى وإلى أهل الجهالة وأهل الأهواء وأهل النزعات والنزغات، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

فتقوا الله، عباد الله، في أمور دينكم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقولٌ قول هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليماً كثيرا،    أما بعد:    

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، اعلموا أنكم في شهر عظيم، في شهر رمضان، شهر الصيام، وشهر القيام، شهر الأعمال الصالحة، فممن شرع الله في هذا الشهر وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام قيام الليل في هذا الشهر المبارك وذلك بصلاة التراويح مع الإمام قال صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، وقال عليه الصلاة والسلام: من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ، فالواجب على أئمة المساجد وفقهم الله الواجب عليهم أن يقوموا في صلاة التراويح على ما ورد وعلى وفق السنة المطهرة ولا يتلاعبوا بصلاة التراويح حسب أهوائهم واجتهاداتهم وأفكارهم هذا شيءٌ معروف ومألوف عند السلف وعند ما جاء من بعدهم أنهم كانوا يجتمعون في المساجد، ويصلون صلاة التراويح جماعة واحدة خلف إمام واحد، وكانوا يقومون ما تيسر فمنهم من يقوم ثلاثاً وعشرين ركعة، ومنهم من يقوم ثلاثة عشر ركعة، ومنهم من يقوم إحدى عشرة ركعة، ومنهم من يقوم أكثر من ذلك، وليس لصلاة التراويح حد معين ولكن الشأن في موافقة السنة في صلاة التراويح، فمن كان يطول القراءات والركوع والسجود فإنه يصلي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان وغيره بحيث لا يزيد على إحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشر ركعة لكنه كان يطيل القيام ويطيل الركوع ويطيل السجود، حتى وصف الحذيفة بن اليمان رضي الله عنه صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم بما لا نطيقه نحن الآن، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقمت معه فقلت يركع عند المائة أي عند مائة آية فمضى شرع في سورة البقرة قال ظننت أنه يركع عند المائة فمضى حتى أكملها، ثم شرع في سورة النساء حتى أكملها، ثم شرع في سورة آل عمران حتى أكملها، لا يمر بآية رحمة إلا وقف يسأل الله ولا مر بآية وعيد إلا وقف يستعيذ بالله فما فرغ من الركعتين حتى جاءه بلال يؤذنه بصلاة الفجر، هذه صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن يطيق ذلك؟ لما رأى الصحابة رضي الله عنهم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأوا أن الصحابة لا يطيقون صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم زادوا في العدد وخففوا في الصفة، فكانوا يصلون ثلاثة وعشرين ركعة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وبحضرة المهاجرين والأنصار، فزادوا في العدد وخففوا في صفة الصلاة رفقاً بالناس، وأما من يخفف الصلاة ويقلل العدد فهذا ليس على سنة الخلفاء الراشدين وليس على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، سنة الرسول صلى الله عليه وسلم التطويل وسنة الخلفاء الراشدين كما في عهد عمر ومن جاء بعده تكثير العدد وتخفيف الصلاة من غير إخلال تخفيف من غير إخلال يقرأ صفحة في الركعة الواحدة عشر آيات أو ما يقارب ذلك في كل ركعة، فيحصل للناس قيام رمضان وتندفع عنهم المشقة التي لا يطيقونها، أما من يأخذ عدد الركعات التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى عشر أو ثلاث عشرة يأخذ العدد ويترك الصفة فينقر الصلاة ويسرع فيها وينصف بعد دقائق فهذا لا هو الذي أخذ بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا هو الذي أخذ بسنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، فيكون متبع لهواه وأيضاً يحرم من وراءه من قيام رمضان على الصفة المطلوبة فهو يحمل وزره ووزر من خلفه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فحرصوا عباد الله، على قيام رمضان خلف الأئمة في المساجد وعليكم يا معاشر الأئمة الخوف من الله عز وجل وأن تتحروا ما يبروا ذمتكم ويبروا ذمة من خلفكم فإنكم مسئولون أمام الله، فالإمام ضامن كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أساءوا فلكم وعليهم ، فالأئمة مسئولون أمام الله سبحانه وتعالى عن مساجدهم وعن المسلمين الذين يصلون خلفهم.

واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديِّ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكلٌ بدعة ضلالة.

وعليكم بالجماعة، فإن يدا الله على الجماعة ومن شذَّ شذَّ في النار(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبينا محمَّد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين،الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابة أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مستقراً وسائر بلاد المسلمين عامةً يا رب العالمين، اللَّهُمَّ انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللَّهُمَّ من أراد للإسلام والمسلمين بسوء فأشغله في نفسه وردد كيده في نحره وجعل تدميره في تدبيره إنك على كل شيء قدير، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا ووفقهم لما فيه الخير والصلاح والاستقامة والاعتدال، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمور المسلمين في كل مكان يا رب العالمين،(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.