لقاء الجمعة الطائف 02-11-1440


الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فقد استمعنا جميعًا إلى هذه الخطبة المباركة التي ألقاها علينا إمامنا، وبين فيها ما يجب علينا، وما هو مطلوب منا، فجزاه الله خير الجزاء ونفع بما قال في هذه الخطبة المباركة.

أيها الإخوة: إن الله أنعم علينا بنعم عظيمة، أجلها وأعظمها نعمة الإسلام، الذي نعيشه ونستظل به تحت ظل ربنا سبحانه وتعالى، هذا الدين العظيم، وهذا القرآن الكريم، وهذا الأمن الوافر على هذه البلاد ولله الحمد، نعم عظيمة وأرزاق وخيرات تحتاج منا إلى الشكر، والشكر له ثلاثة أركان: شكر النعمة له ثلاثة أركان، لا بد منها، الركن الأول: التحدث بها ظاهرا، قال جل وعلا: "وأمَّا بنعمة ربك فحدث". الثاني: الاعتراف بها باطنًا؛ بأن تعترف بأنها من الله وحده لا شريك له. والثالث: أن تصرف هذه النعمة في طاعة الله-عز وجل-وتستعين بها على مرضاة الله سبحانه وتعالى، فهذه أركان الشكر، التي لا يتم الشكر إلا بها.

الله جل وعلا أنعم علينا بنعم عظيمة، أولا: بهذا القرآن العظيم، الذي ما نزل على البشرية، مثله، هذا القرآن ما نزل على البشرية كتاب مثل القرآن، قد خص الله به هذه الأمة.

 النعمة الثانية: بعثة هذا الرسول الكريم، خاتم النبيين، وإمام المرسلين، محمد صلى الله عليه وسلم. النعمة الثالثة: هذا الأمن والاستقرار، قال جل وعلا: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ). فنحن في نعم عظيمة تحتاج منَّا إلى شكر، وإلى معرفة بها، واستعانة بها على طاعة الله سبحانه وتعالى، فعلينا جميعا أن نعرف نعم الله، وأن نستعملها في طاعته، وأن نشكر الله عليها ونحمده لأجل أن تثبت وتستقر، فلله الحمد والمنة، أعطانا وكفانا وآوانا وأطعمنا وسقانا، ومنَّ علينا بنعم كثيرة، ظاهرة وباطنة، (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً). الحمد لله على نعمه، وعلى فضله وإحسانه، ونسأله المزيد من فضله، والتوفيق لطاعته، وأن يمتعنا وإياكم بالأمن والإيمان، والتمسك بهذا الإسلام الذي هو حبل الله المتين، طرفه بيد الله، وطرفه بأيدينا، فمن تمسك به نجا، ومن ضل عنه هلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونترك المجال لمن عنده سؤال؛ لأجل أن نستفيد جميعًا.