فتاوى على الهواء 28-06-1437هـ

مقدَّم الحلقة: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم، الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى قَائِد الغُرِّ المُحَجَّلِين نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ أجْمَعين.
اللهُم عَلِمْنَا مَا يَنْفَعَنَا وانْفَعْنَا بِمَا عَلَمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا يَا كَرِيم، نُرحب بالإخوة والأخوات أجمل الترحيب مع هذا اللقاء الطيب المُبارك والذي يجمعنا بفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، أهلًا ومرحبًا بالشيخ صالح في هذا اللقاء مع الإخوةِ والأخوات.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم
السؤال:
في قول الحق -تَبْارَكْ وَتَعَالَى-: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)، فسروا لنا هذه الآية، والسورة، ومامناسبة هذه السورة حفظكم الله؟
الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَصَلِّى اللهُ وَسَلْم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ،     هذه السورة فيها بيان علامة أجل رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وذلك (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) جاء نصرُ اللهِ للرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على المشركين، وانتصار هذا الدين على سائر الأديان، وظهوره على الدين كله، كما وعد اللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- بذلك في قولهِ: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) أي على سائر الأديان. فإذا جاءت هذه العلامة وحدثت فذلك دليلٌ على قرب أجل رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ)، لدينه ورَسُولهِ، وجاء الفتحُ وهو فتح مكة المشرفة؛ (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً)؛ لما فتح اللهُ مكة لرَسُولهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جاءت وفود العرب كلها تعلنُ إسلامها، وتبايع رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
ولم يلبث -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد هذا الفتح العظيم، إلا مدةً يسيرةً وتوفاه اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، وذهب رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى الملأ الأعلى، بعدما أظهر اللهُ دينه، وبعدما تكونت حوله جيوش الإسلام من المهاجرين ومن الأنصار، وجاءت وفود العرب من كل ناحية، تعلن إسلامها وتبايع رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ-.
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً)؛ ثلاث علامات:
نصرُ الله لدينه، وفتح مكة، ومجيء الناس إلى رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أفواجًا، من كل قبيلة ومن كل جهة، يبايعون رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على اتباع هذا الدين.
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ)، وهذا فيه أن اللهَ أمر رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يختم حياته بالتسبيح، (فَسَبِّحْ) أي نزَّه ربك -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- عن كل نقصٍ وعيبٍ.
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ)، هذا يكون فيه أن الاستغفار يكون ختامًا للأعمار، وختامًا للمجالس، وختامًا للصلوات الخمس.
والاستغفار هو: طلب المغفرة من اللهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-، إن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- توابًا ولا يزال، كثير التوبة على عباده المذنبين، إذا تابوا إليه فإنه يقبل توبتهم. (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً).
فلما نزلت هذه السورة على رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يُكثر من التوبة والاستغفار، عملًا بأمر اللهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-، واللهُ الموفق.
السؤال:
الشباب بحاجة إلى توجيه العلماء وإرشادهم ونصحهم؛ فما هى الكلمة التي يوجهها الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- لهم في هذا المنبر؟
الجواب: نوجه شبابنا -وفقهم الله- لكل خير، أن يقبلوا على طلب العلم النافع على أيدي العلماء، في المدارس، والمعاهد، والكليات، ليتزودوا من هذا العلم، لأنهم سيقومون بعد آبائهم، يقومون بالمسؤولية نحو دينهم ونحو أمتهم؛ فعليهم أن يتسلحوا بالعلم النافع.
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)، فالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد توفي، وانتقل إلى الرفيق الأعلى، وبقيت المسؤولية علينا نحن، علينا نحن  المسلمين، وشباب المسلمين، المسؤولية انتقلت علينا، نحو هذا الدين ونحو هذه الأمة، ولا سيما نحن في زمانٍ تكالب العداءُ على دين الإسلام، وعلى بلاد الإسلام.
(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، والدين لا ينتصر بنفسه؛ وإنما ينتصر بحملته من المؤمنين؛ الذين يقومون به ويعملون به، ويبلغونه للناس ويجاهدون في سبيله، فالمسؤولية الآن انتقلت إلى شباب المسلمين، فعليهم أن يتهيَّأوا لذلك ويستعدوا، ولا يمكنهم ذلك إلا بالتسلح بالعلم النافع، الذي يواجهون به الشبهات، وينقضونها وينصرون دين الله بالحُجة، كما ينصرونه بالسلاح.
فالمسؤولية علينا عظيمةٌ؛ وشباب المسلمين هم العُدة بعد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- أن يتهيأوا لهذا الأمر، وأن يقوموا به خير قيام.
قَدْ هيّؤوكَ لأمرٍ لَو فَطْنتَ لهُ          ****         فأربأ بِنَفْسِكَ أنْ تَرَعَى مَع الهَملِ
فعليهم أن يستعدوا لذلك بطلب العلم النافع، وبمعرفةِ العقيدة الصحيحة، وبالاستعداد التام لأن الله حمَّلهم هذه المسؤولية. والواجب علينا جميعًا عظيم، ولكن إذا يسَّر اللهُ سَهُل كلُ شيء، ولكن اللهُ لا يُيسر إلا إذا عمِلنا الأسباب، بتيسير اللهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-، بأن نتعلم أمور ديننا، وكيف نردُ على شُبهات المغرضين، الذين يطعنون في هذا الدين، ليلًا ونهارًا ولا يدافع عن هذا الدين إلا أهله، وشبابه بالخصوص، ومن نصر هذا الدين نصره الله (إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
 فعلينا أن نهتم بهذا الأمر، وأن نُعد أنفسنا، وأن نقابل الأعداء، نقابلهم بالعلم وردَّ الشبهات، ونقابلهم بالسلاح، إذا استدعى الأمر ذلك؛ فهذا الدين لا ينتصر بنفسه، إنما ينتصر بالله ثم بأهله، وشباب المسلمين هم العُدة، بعد توفيق الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-؛ هم العُدة لحمل هذه المهمة وأداء هذه الأمانة، فإن الدين أمانةً في أعناقنا جميعًا، يطلب منا أن ننصره، وأن نفهمه، وأن نقوم به، وأن نردَّ عنه كيد الكائدين لا سيما في هذا الزمان، الذي لا يخفاكم كيد الكفار نحو هذا الدين وأهله، يحتاجون إلى من يقابلهم وإلى من يدافعهم، وإلى من يردُّ كيدهم في نحورهم، (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)، فلابد هذا الحق أن يقوم به أهله، ويوضحوه للناس ويدعو إليه، ويردُّ الشبهات الملقاة في طريقه، هذه مهمة علماء المسلمين وشباب المسلمين، وهى مهمةٌ عظيمةٌ وثمرتها أعظم، والتوفيق بيد اللهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-.
ويُجاهدون في سبيله فالمسؤولية اﻵن انتقلت إلى شباب المسلمين فعليهم أن يتهيئوا لذلك ويستعدوا وﻻيُمكنهم ذلك اﻻ بالتسلح بالعلم النافع الذي يواجهون به الشُبهات وينقضونها وينصرون دين الله بالحُجة، كما ينصرونه بالسلاح فالمسؤولية علينا عظيمة وشباب المُسلمين هم العُدة بعد الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أن يتهيئوا لهذا اﻷمر وأن يقوموا بهِ خير قيام .
قد هيئُوك ﻷمرٍ لو فطنت لهُ *** فاربأ بِنفسك أن ترعى مع الهملِ
فعليهم أن يستعدُوا لذلك لطلب العلم النافع، وبِمعرفة العقيدة الصحيحة، وبالاستعداد التام لأن الله حملهم هذه المسؤولية، والواجب علينا جميعًا عظيم، ولكن إذا يسر الله سَهُلَ كل شيء ولكن أن الله ﻻييسر إلا إذا عملنا اﻷسباب لتيسير الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بأن نتعلم أُمورَ ديننا وأن نتعلم كيف نرد على شُبهات المغرضين الذين يطعنوها في هذا الدين ليلًا ونهارًا وﻻ يُدافِع عن هذا الدين إلا أهلهُ وشبابهُ بالخصوص ومن نصر هذا الدين نصرهُ الله (تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) فعلينا أن نهتم بهذا اﻷمر وأن نُعد أنفسنا وأن نقابل اﻷعداء نقابلهم بالعلم ورد الشُبهات ونقابلهم بالسلاح إذا استدعى اﻷمر ذلك فهذا الدين ﻻينتصر بنفسه؛ وإنما ينتصر بالله ثم بأهله وشباب المُسلمين هم العدة بعد توفيق اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هم العدة لحمل هذا المُهمة وأداء هذا الأمانة فإن الدين أمانة في أعناقنا جميعًا، يطلب منا أن ننصره وأن نفهمهُ وأن نقوم بهِ، وأن نرد عنهُ كيد الكائدين لاسيما في هذه الزمان الذي لا يخفاكم كيد الكفار نحو هذا الدين وأهله يحتاجون إلى من يقابلهم وإلى من يُدافعهم وإلى من يرد كيدهُم في نحورهم (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) ﻻبُد لهذا الحق أن يقوم بهِ أهلهُ ويوضحوهُ للناس ويدعو إليهِ ويردوا الشبهات المُلْقَات في طريقهِ هذهِ مهمة علماء المُسلمين وشباب المُسلمين وهي مهمةٌ عظيمة وثمرتها أعظم والتوفيق بيد الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- .
السؤال: ما حكم التنطع والتشدد في الدين ؟
الجواب:التنطع والتشدد في الدين مُحرم قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ وَالْمُتنَطِّعُون هم المتشددون، فالدين لا يقبل الشدة وﻻيقبل التساهل فلابُد من التوسط في ذلِكَ، وأن لا ننام عن ديننا ونتواكل في شأنهِ ونُلقى بالمسؤولية على غيرنا، بل علينا أن نتعاون وأن نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر، وعلينا أن نعرف قدر هذا الدين وقيمة هذا الدين وعلينا أن نعرف ما يكيدهُ ويحُكوهُ المُشركون والكفار وأعداء المُسلمين لنتأهب لردِ ذلك وﻻنردهُ إلا بالعلم النافع والجهاد في سبيل الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فهذه مُهُمة الجميع وهي مهمةٌ عظيمة والنصر مع الصبر والفرج مع الكرب ومع العسر يسرا، وهذه مواعيد من الله لمن نصر دينهُ أن يفرج همه وأن ينصرهُ على أعدائهِ وأن ييسر له بعد العسر والشدة والفرج قريب والنصر قادم بإذن الله ولكن النصر لا يكون إلا مع القيام بمُجاهدة الكفار والمنافقين (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) فلابٌد من الجهاد بالحجة واللسان وبالسيف والسنان ولابُد من تحمل المسؤولية بكاملها، كما تحملها من قبلنا من السلف الصالح نصرهم الله على أعداءهم وأظهر دينه على أيديهم .
السؤال: بالنسبة في بعض اﻷخوان  يقعدون مجموعة ويتكلمون في شخص طلق حرمته وهذا يقول كذا وهذا كذا وأنه طلق ولو أنا أسوي كذا وكذا، قد يقع في الكلام ويقول عن زوجته .فهذا يعني (إيش) حكمه ؟ كثير من الناس يجتمعون يتكلمون في الطلاق قد يوصل لكلام أنه يتكلم عن أنهُ يطلق حرمته وكذا وكذا يتناقشوا، فهذا ما ادري (ايش) حكمه لو وقع في واحد تكلم، وأنا لو طلقت المدام لو كان كذا ؟
الجواب: يا أخي الطلاق خطرهُ عظيم وكم من طلق زوجتهُ وندم على ذلك ندامةً شديدة، والطلاق أمره خطير فلا يتكلم بهِ إنسان وﻻ يكون على لسانهِ ويبتعد عن التلفظ بهِ وإذا حصل منه طلاق ووقوع منه طلاق فلا يجوز التدخل في أمرهِ بل يُرجع فيهِ إلى المحاكم الشريعة وإلى دار اﻷفتاء وﻻ أحد يتدخل في أمر الطلاق ويُفتى فيه؛ ﻻن هذا أمرٌ خطير والفتوى لها مراجع وليس من حق كل أحدٍ أن يُفتى ويتدخل ويشوش على الناس .
السؤال: حديث «الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي»؟
 الجواب : يثبت كما جاء أن العزة لله؛ (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)، فالعزة هذه للمؤمنين  القائمين بدين الله -عَزَّ وَجَلَّ- وهي بعد العزة التي هي لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- والعزة هي القوة والغلبة هذه لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، قال الله -جَلَّ وَعَلاَ- في الحديث القدسي: «الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي» يعني لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- هاتان صفتانِ لله الكبرياء والرداء نثبتهما لله -عَزَّ وَجَلَّ- ولا نتدخل في تفسيرهما ولا نُشبِهُه برداء المخلوقات وكبرياء المخلوق؛ لأن لله صفات تليق به  وللمخلوق صفات تليق به ولا تشابه  بينهما إلا من جهة إشتراكهما من جهة اللفظ.
 السؤال: ما مدى صحة مقولة بأن سيدنا محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أفضل الخلق مطلقًا؟
 الجواب: نعم هو كذلك الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو أفضل الخلق وهو خاتم النبين، ورسالته عامه للجن  والأنس والثقلين بخلاف الأنبياء من قبله  فكل رَسُول ونبي فرسالته خاصة بقومه.
 السؤال: جمع الصلاة أثناء المطر والسيول الغزيرة في البيت ما رأيكم فيه؟
 الجواب: لا يجمع في البيت؛ وإنما يجمع في المسجد مع المصلين إذا جمعوا بين المغرب والعشاء من أجل المطر الذي يبُل الثياب ويحول بينهم وبين المسجد والوحل الذي في طريقهم إلى المسجد وهو الماء والطين، فإذا جمع إمام  المسجد فإنهم يجمعون معهم بين المغرب والعشاء وأما في البيت فلا يجمع، إذا كان لا يقدر على الذهاب  إلى المسجد يصلي في بيته، ولكن لا يجمع إلا المريض فإنه يجمع بين الصلاتين إذا أحتاج إلى ذلك وكان ذلك أرفق به.
 السؤال: في قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) ما المقصود بهذه الآية؟
 الجواب: المقصود أن الله يخبرأنه قد افلح المؤمنون، وقد للتحقيق في هذا الموضع (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) أفلحوا أي: حصلواعلى الفلاح: وهو الخير والنصر، وكل ما فيه مطلوب شرعي  للمسلمين.
 السؤال:  شاب يريد الحج والعمرة ولم يتزوج بإيهما يبدأ مع أنه لم يحج ولم يعتمر؟
 الجواب: إذا كان عنده مال يتسع للحج والزواج  فإنه يحُجَّ، وإما إذا كان عنده مال لا يكفي إلا لأحدهما فإن كان يخاف على نفسه من العنت؛ فإنه يقدم الزواج وإن كان لا يخاف على نفسه؛ فإنه يقدم الحج.
 السؤال: هل للموت يوم الجمعة مزيةً وهو من علامات حسن الخاتمة وهل ورد شيء في ذلك؟
 الجواب: لا أعلم شيء من ذلك؛ ويوم الجمعة يوم شريف وفاضل والمسلم يرجى له الخير في أي  يوم مات، ليس المدارعلى أنه يموت في وقت كذا أو في مكان كذا، وإنما المدارعلى العمل والصلاح.
 السؤال: شخص بنى مسجد في قرية صغيرة، مساحته صغيرة وبعض المرات يتقدم ويصلي بهم مع إنه لا يقرأ ولا يكتب؟
 الجواب: المسجد إذا بناه يُقدمه على وزارة الشؤون الإسلامية؛ شؤون المساجد وهم ينظرون في موضوعه ويعينون له إمامًا كسائر المساجد ويشرفون عليه.
 السؤال: من هو الملكف بالحج عن الوالدين في حال عجز الوالدين عن الذهاب إلى مكة؟
 الجواب: لا يُكلف أحدٌ بأن يحج عن أحد، ولكن الوالد  إذا قدر على الحج بنفسه؛ فيجب عليه الحج وإذا قدر بماله ولم يقدر ببدنه كأن كان مريضًا مرضًا مزمنًا، أو كبيرًا هرمًا فإنه يوكل من يحج عنه حجة الإسلام.
 السؤال: ماحكم التصدق عن الميت وهل ينتفع الميت بمن تصدق عنه؟
 الجواب: الصدقة عن الميت  مطلوبة وفيها خير وتنفع الميت بإذن الله، إذا تقبلها الله فهي من الأعمال التي يصل ثوابها  إلى الميت إذا عُملت له وتقبلها الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- فإنها تنفع الميت.
 السؤال: من كان كثير الأسفار بين المدن؛ فهل له القصر وهل يصلي الرواتب؟
 الجواب: إذا كان سفره يبلغ مسافة القصر وهي ثمانون كيلو تقريبا؛ فإنه يجمع ويقصر الصلاة إذا جد به السير. تخفيفًا عنه (إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلاةِ).
 السؤال: هل يجوز قول اللهم صلِ على سيدنا  محمد؟
 الجواب: كلمة سيدنا هو سيدنا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لكن لا تقال في تشهد الصلاة، ولا تقال في الصلاة لأنها لم ترد أن تقال في الصلاة لافي التشهد الأول ولافي التشهد الأخير.
 السؤال: الاقتراض من البنوك لأجل الرواتب؟
 الجواب: لا يجوز الاقتراض من البنوك  لأن البنوك لا تقرض إلا بفائدة وهذا ربا؛ قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «َكُلُّ قرَضٍ جَرَّ نَفْعاً فَهُو رِبَا».

السؤال: بعض الناس يقولون اللهم صلِّ على سيدنا محمد، كلمة سيدنا ؟
الجواب: نعم، كلمة سيدنا هو سيدنا –صلى الله عليه وسلم- لكن لا تُقال في تشهد في الصلاة، ولا تقال في الصلاة؛ لأنها لم ترد أن تُقال في الصلاة، لا في التشهد الأول، ولا في التشهد الأخير.

السؤال: الاقتراض من البنوك _فضيلة الشيخ_ يقول: يُريد أن آخذ مثلًا مال فأذهب إلى هذا البنك فيقرضني؟
الجواب: لا يجوز القرض من البنوك؛ لأن البنوك لا تُقرض إلا بفائدة وهذا ربا، قال –صلى الله عليه وسلم- (كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ نَفْعًا فَهُوَ رِبَا). والبنوك لا تقرض إلا بالفائدة، فقروضُها رِبَوية.

السؤال: ما حكم حجز المصلي مكانًا له في المسجد؟
الجواب: لا يجوز اختصاص مكان في المسجد، بل المسجد مشترك بين المصلين، وهو لمن سبق، فلا يجوز اختصاص واحتجاز مكان؛ إلا لمن كان جالسًا في المسجد وخرج لعذرٍ كالوضوء، أو لقضاء حاجة، ثم يرجع فهو أحق بمكانه، إذا وضع فيه ما يحفظه له من عصًا أو نعلين.

السؤال: كبار السن عادةً يكونون معروف مكانهم _يا فضيلة الشيخ_ فيجد حرج مثلًا إذا جاء شخص آخر وجلس في مكانه؟
الجواب: إي معروف مكانهم إذا كانوا يُلازمون التقدم للمسجد وصادف أن خرجوا لحاجةٍ يسيرة ويرجعون فهم أحق؛ لكن إذا يضعون في مكانهم علامة على أنهم سيرجعون إلى هذا المكان. أما من يحتجز المكان ويذهب للنوم، أو للبيع والشراء، أو لقضاء حوائجه فليس له حقٌ في ذلك، ولا يحتجز مكانًا في المسجد، بل إذا جاء فإنه يكون حيث تيسر له من الأمكنة في المسجد.

السؤال: لو أذن الإنسان _يا فضيلة الشيخ_ وهو على غير القبلة في البر وفي الصحراء؟
الجواب: لا بأس بذلك، الأذان لا يشترط فيه استقبال القبلة، وإنما هذا مُستحب، لا سيما أنك تقول أنه أخطأ القبلة فلا حرج عليه وأذانه صحيح إن شاء الله.


السؤال: وماحكم الإئتمام بالمسبوق؟
الجواب: المسبوق لا يُؤتم به؛ لأنه مأموم والمأموم لا يتحول إمامًا إلا بإذن الإمام، أو عذر الإمام.

السؤال: أنا ألحين جالس أطلب العلم فعندي برنامج يعني محدد أمشي عليه يوميًا فأنا بعض الأحيان يعني تعرف المسلم تجيه بعض الأيام زيادة في الإيمان ونقص في الإيمان، فكيف ألحين أثبت البرنامج مع الزيادة والنقصان مع التقلبات أيام تجيك شواغل، فكيف الوسائل اللي تثبتني على طلب العلم؟
الجواب: يا أخي لا تطلب العلم على نفسك، أو على قراءة الكتب، أو طلب العلم على المتعالمين الذين ليسوا بعلماء، طلب العلم لا يكون إلا على أهل العلم، إما أن يكون في الدراسة النظامية في المدارس والمعاهد والكليات الشرعية وإما أن يكون على أيدي العلماء، في مجالسهم في المساجد ونحوها، فإنك تطلب العلم على هذه الصفة. أما أن تطلب العلم على نفسك، وعلى الكتب، أو تطلب العلم على المتعالمين الذين ليسوا من أهل العلم فهذا لا يجوز، ليس هذا هو طلب العلم.

السؤال: دخل المسجد يوم الجمعة أثناء خطبة الجمعة فجلس ثم قام بين الخطبتين وصلى ركعتين، فما حكم هذا الفعل؟
الجواب: هذا خلاف السنة المشروع أنه إذا دخل المسجد والإمام يخطب يُصلي ركعتين ويُخففهما ثم يجلس يستمع الخطبة. دخل رجل والنبي –صلى الله عليه وسلم- يخطب فجلس فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم- : (يا فلان صليت ركعتين؟) قال: لا قال: (قم فصلي).

السؤال: بالنسبة لخروج المرأة المطلقة طلاقًا رجعيًا من بيت زوجها ما حكمه؟
الجواب: لا بأس أن تخرج، الكلام على المتوفى عنها، أما المطلقة  في الحياة فلا بأس أن تخرج وهي معتدة، ولكن عليها أن تتستر، الستر الكامل، وتتجنب مخالطة الرجال، وإنما تقضي حوائجها وتقوم بعملها، وتعتزل عن مجالس الرجال.

السؤال: الشخص الذي أخذ عمرة ولم يأخذ من شعره جاهلًا أو ناسيًا, هذه العمرة أول عمرة في حياته؟
الجواب: العمرة ما تمت، لابد من أن يأخذ من شعره، لابد أن يُعيد ملابس الإحرام عليه ثم يُقصر أو يحلق ثم تمت عمرته إذا طاف وسعى وحلق أو قصر فقد تمت عمرته، ولا تتم إلا بهذه الأمور الثلاثة.


السؤال: الوالدة الأسبوع اللي راح اعتمرت طافت ست مرات والأخيرة شكت فيها، وجود أحد العيال قال لها حنا مكملينها سبع قالت لا حنا مخطين الأخيرة ما كملناها وطلعوا من مكة، وش اللي عليها يا شيخ؟
الجواب: يعني متأكدين إنهم ما كملوا سبعة أشواط؟
السؤال: لا الوالدة تقول أنا طفت ست مرات ولكن الأخيرة شكيت فيها، وأحد الأبناء قال لا مكملينها يعني شكوا بالأخيرة؟.
الجواب: إذا شكوا وهم ما كملوا الطواف فيجب عليهم تكميله، أما إذا كان الشك ما حصل إلا بعد الفراغ من الطواف فإنه لا يؤثر .

السؤال: بالنسبة للضابط في استخدام الجلود مأكولة اللحم، أو غير مأكولة اللحم؟
الجواب: الضابط هو الدباغة بشيءٍ طاهر، فإذا دُبِغَ الجلد بمادة طاهرة وذهبت عنه الرطوبات فإنه يجوز استعماله، إذا كان من حيوان تعمل فيه التذكية مأكول اللحم.

السؤال: من فاتته صلاة الليل ولم يستيقظ إلا من النهار، فهل يُصليها جهرية أم سريّة؟
الجواب: يُصليها سرية، وإن جهر بها ولم يُؤثر على أحد فلا بأس بذلك.

السؤال: ما الحكم يا شيخ فيمن أدركته الصلاة وكان مسافرًا ولم يكن قد خرج من بنيان منطقته؟
الجواب: هذا لم يسافر، لم يشرع في السفر، ما دام داخل البنيان فإنه حكمه حكم المقيم فإذا خرج من البنيان صار مسافرًا. ما تبدأ أحكام السفر إلا بخروجه من عامر البلد.

السؤال: حديث _يا شيخ_ (نَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ)؟
الجواب: نعم حديث صحيح وفيه فضل الوضوء وأن مكان الوضوء يكون نورًا يوم القيامة .

السؤال: ما الواجب نحو من يصلي الصلوات بعد فوات أوقاتها؟
الجواب: إذا تعمَّد ذلك أو تساهل فإنها لا تقبل منه، أما إذا كان محافظًا على الصلوات في أوقاتها ومع جماعة المسلمين لكن عرض له نوم، أو نسيان فإنه يقضيها إذا استيقظ أو ذكرها. وأما إن يتعمد ذلك فإنه لا تصح صلاته.

السؤال: ماحكم _يا شيخ_ مسابقة الإمام في الصلاة سواء في الركوع أو السجود، وهل تبطل الصلاة؟
الجواب: نعم، إذا سابق الإمام وأتى بالركوع قبله أو السجود قبله ولم يعد ويأتي به بعده فإن صلاته لا تصح؛ لأن الإمام إنما جُعل ليُؤتم به، فلا يُسابقه بل يأتي بالأفعال بعد إمامه، إذا سجد فاسجدوا، إذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا. ولا يجوز أن يركع قبله، أو يسجد قبله.

شكر الله لكم يا فضلية الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم الأمة الإسلامية على تفضلكم بإجابة الأخوة والأخوات في هذا اللقاء الطيب المبارك .
نسأل الله أن يرفعه درجاتكم وأن يجزيكم عن أمة الإسلام خير الجزاء.