تفسير الآية الكريمة (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ* وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)


السؤال
بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى قَائِد الغُر المُحَجَّلِين نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ أجْمَعين..
اللهُم عَلِمْنَا مَا يَنْفَعَنَا وانْفَعْنَا بِمَا عَلَمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا يَا كَرِيم، نُرحب بالإخوة والأخوات أجمل ترحيب مع هذا اللقاء الطيب المُبارك الذي يجمعنا بفضيلة الشيخ العلامة/ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء مرحبًا بالشيخ مع الإخوةِ والأخوات في هذا اللقاء .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم
السؤال: تفسير الآية المُباركة في سورة الأنبياء في قولِ الحقِ – تَبَاركَ وَتَعَالى – أَعًوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم : (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ* وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) .
الاحابة
الجواب: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيمالحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أجْمَعين..قولهُ تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً) : يعني سقفًا للأرض ومن عليها السماء فوقهم والسقف ما يكون فوق الناس فوق الرؤوس (مَحْفُوظاً): بمعنى أن الملائكة الكرام يحفظُونهُ من الشياطين الذين يسترقون السمع وكذلك الشُهب التي جعلها اللهُ في السماء لأجلِ يرمي بها الشياطين فلا يسترقون السمع من حديث الملائكة – عَلْيَهُمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام – فإذا صعد الشيطان ليستمع أُطليقَ عليهِ الشِهَاب فإما أن يحرقهُ قبل أن يصل إلى الأرض وإما أن يصلَ إلى الأرض ويُلقي كلمةً سمعها من حديث الملائكة يُلقيها على الكاهن، ثم الكاهن يكذِبُ معها مئة كذبة فيُصدق بمئة كذبة من أجل الكلمة التي سُمعت من السماء هكذا فعلُ الشياطين، والله حرسها بالنجوم بالملائكة (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ) كما يقولون عند بعثة الرَّسُول – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – تقول الشياطين(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) حرس من الملائكة وشُهب من النجوم وذلك لحمايتها من استراق السمع الذي ينزل على رسُول اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – (جَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا) الناس عن آيات السماء وما فيها من الشمس والقمر والنجوم وما فيها من العجائب معرضون لا يتأملون فيها ويستدلون بها على عظمة الله – سُبْحَانهُ وَتَعَالَى- فهذا لومٌ للناس الذين لا يتأملون في آيات الله الكونية ولا ينظرون فيها نظر اعتبارٍ ونظر تعظيم لله –سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ) والفلك هو محل الدوران لكوكب فالشمس في فلك والقمر في فلك والنجوم في أفلاك كُلها تدور في هذه الأفلاك على الأرض بقدرة الله –سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يعني في الفضاء لا يُمسكها إلا الله سُبْحَانهُ وتعالى بقدرتهِ ومشيئتهِ .