فتاوى على الهواء 15-05-1437هـ

بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم
الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى قَائِد الغُرِّ المُحَجَّلِين نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ أجْمَعين..
اللهُم عَلِمْنَا مَا يَنْفَعَنَا وانْفَعْنَا بِمَا عَلَمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا يَا كَرِيم، نُرحب بالإخوة والأخوات أجمل ترحيب مع لقاء الأربعاء؛ هذا اللقاء الذي يجمعنا بفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، باسمكم جميعًا أيها السادة نرحب بفضيلة الشيخ صالح، ونشكر له بتفضله لتلبية الدعوة؛ أهلًا ومرحبًا يا شيخ صالح.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم
السؤال: نبدأ بالاستفسار والوقفات مع الآية الكريمة في قول الحق -تَبارك وتَعالى-: في سورة الأنعام:
أعُوذُ بِاللَهِ مِنْ الَّشَيْطَان الَّرَجيِم (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)
الجواب: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم
الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين وَصَلَّى اللَهُ وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين..
هذه الآية في سياق ما ذكره الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- من مُحاجَّة ابراهيم لقومه، حيث جاء في أولها: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ* فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي)، هذا من باب المجادلة، وبيان الحق لهم، حتى يتضح أنهم على غير حق، وهم يعبدون الكواكب، الحرانيون يعبدون الكواكب! فأراد أن يُبطل ما هم عليه من عبادة الكواكب، (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ): غطاه الليل بظلامه، (رَأَى كَوْكَباً): في السماء، (قَالَ هَذَا رَبِّي): أي بزعمكم (فَلَمَّا أَفَلَ): غاب (قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) الذي يتغيب ويُدبر ويجرى من المشرق إلى المغرب، هذا مُدبر، المُدبر لا يكون إلهًا، (فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ).
 (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ): غاب، (قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي): إلى معرفة الربَّ الحقيقي مالك الملك ذو الجلال والإكرام، (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ).
 (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي): كل هذا من باب المجادلة لقومه ليُبيَّن بُطلان ماهم عليه من عبادة الكواكب، تدرَّج من الأصغر إلى الأكبر؛ أكبرها الشمس.
 (فَلَمَّا رَأَى الشّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ) غابت في الأفق.
 (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)، هذه لا تصلح للآلهة التي تعبدونها، لا تصلح للعبادة ولا تصلح للألوهية، لأنها مُدبرة تبرز من المشرق وتذهب إلى المغرب هذه مُدبرة فليست إلهًا.
 (فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ): بريٌ مما تعبدون.
 (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، الذي يُدبر هذه الأفلاك، وهذه الكواكب هو الذي يستحق العبادة، لأنه مالك الملك القادرعلى كل شيء، هذا هو الربَّ الذي يستحق العبادة، أما الذي يُدبر ويُسير من المشرق إلى المغرب فهذا مخلوق، المخلوق لا يكون إلهًا، بل يكون عبدًا.
 (فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ* إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، وجهت وجهي للخالق الباريء المصور الذي خلق هذه الأفلاك، ودبرها وسيرها بقدرته وتدبيره -سُبْحَانَهُ- وبعلمه، هذا هو الربَّ المستحق للعبادة.
 (فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) من عبادة الكواكب وكل ما عُبد من دون الله -عَزَّ وَجَلَّ-.
(وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ) جادلوه في هذا؛ )وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ(: أي -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- الذي خلق السماوات والأرض، )وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ(: انخصموا عند هذه المجادلة، ولم يكن لهم دليلٌ يقابلونه به حُجَج إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فأظهر-عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- بُطلان هذه الكواكب، وبُطلان ملة هؤلاء القوم الذين يعبدونها.
 (قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي): دلنَّي وأرشدنَّي على الخالق الذي يستحق العبادة دون ما سواه.
 (أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ): من الأصنام والكواكب لا أخافها لأنها مخلوقة مُدبرة بيد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-.
(وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً): فالأمر بيد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- يهدي من يشاء، ويُضلُّ من يشاء.
 (أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ): من الكواكب والأصنام، لا أخافها لأنها مخلوقة ضعيفة مُدبرة، ليس لها من الأمر شيء.
 (إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ): فالله -جلَّ وَعَلا- أقام الحُجَّة على يد خليله  إِبْرَاهِيمَ عليهم وانخصموا .
(وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ): وكيف أخاف ما أشركتم به؟ كيف أخاف ما أشركتم من هذه المخلوقات الضعيفة؟ ولا تخافون أنكم أشركتم بالله مالك الملك ذو الجلال والإكرام القادر على كل شيء.  


(وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ* وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً)، يعني حُجَّة، ما هي حجتكم على عبادة المخلوقات والكواكب، (وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ)، أنا أو أنتم، ( أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، الذي يعبُدُ الله –سبحانهُ وتعالى-أو الذي يعبُدُ الكواكب، يسألهم: (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ)، وعدم التخويف، وعدم الخوف من هذه المخلوقات، أيُّ الفريقين أحقُّ بالأمن ، الذي يعبُدُ الله وحده، مالك الملك، أو الذي يعبد هذه الكواكب، و المخلوقات، لا تملكُ شيئًا، (إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، قال الله-جلَّ وعلا-: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ)، الله –جلّ وعلا-هو الذي علَّم إبراهيم، وألهمهُ ، وأوحى إليه، فخصمهم، فأيُّ الفريقين أحقُّ بالأمن إن كنتم تعلمون، ثم بيَّن الله-سبحانه وتعالى-، أيُّ الفريقين، أحقُّ بالأمن، قال الله-جلَّ وعلا-: (الَّذِينَ آمَنُوا )، بالله –عزَّ وجل-، (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ)، يعني توحيدهم، ( بِظُلْمٍ)، يعني بشرك، الظلم هنا الشرك، كما في قوله-تعالى -: (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، فهو أعظم الظلم، (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ)، أي توحيدهم، ( بِظُلْمٍ)، أي بشرك، (أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ)، إما الأمن المُطلق الذي لا خوف معه، وإما مُطلق الأمن، الذي قد يكون معهُ خوفٌ ولكن النهاية لأهل التوحيد، وإن عُذِّبوا، وإن  حصل معهم ما حصل، فعاقبتهم النجاة، والفوز بالجنة، (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ)، أي توحيدهم( بِظُلْمٍ)، أي بشرك، (أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ)، المُطلق، أو مطلق الأمن، على حسب إيمانهم، واعتقادهم، (وَهُمْ مُهْتَدُونَ)، أي يسيرون على حق، مهتدون في سيرهم، إلى الله –عزَّ وجل-، هم على هدى، وأنتم على ضلال، (أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ* وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ)، إلى آخر الآية.

السؤال: الشيخ صالح الأمن والأمان نعمةٌ عظيمة، تستوجب منا الشُّكر والثناء على الله –عزَّ وجل-، وبلادنا ولله الحمد والنِّعمة تعيش هذا الأمن، والأمان، فما واجبنا، نحو ذلك؟
الجواب:  نحنُ ولله الحمد، في نعمةٍ عظيمة، في بلادنا، حيثُ نعيش الأمن في أسفارنا، وفي ديارنا، وفي بيوتنا، لا نخافُ إلا الله –سبحانه وتعالى-، وهذه نعمةٌ عظيمة، الله –جلَّ وعلا- ذكَّر بهذا، فقال: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، وإبراهيم –عليه السلام –دعا ربهُ: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ)، قدَّم الأمن على الرزق؛ لأن الذي ليس عنده أمن، لا يتهنَّى بالرزق، ولا، بل ربما يؤخذ منه ويُقهر، وربما لا يطمئن في رزقه، لفقدان الأمن، الله –جلَّ وعلا-في هذا بيَّن أهمية الأمن، (أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ)، الأمن في الدنيا، والأمن في الآخرة، (أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )، أي قد هداهم الله –سبحانه وتعالى- إلى الصراط المستقيم، الذي سبَّب لهم التمسُّك به، هذا الأمن، ووفَّر لهم هذا الرزق.

 فيه تكملة، (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)، قال الله –جلَّ وعلا-: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)، الله ألهم إبراهيم، وأوحى إليه هذه الحُجَّة، التي خصمهم بها، وقصم ظهورهم، وبيَّن أن الأمن إنما يكون  مع أهل التوحيد، ونحنُ ولله الحمد، في هذه البلاد كما هو معلوم، نعيشُ في أمنٍ واستقرار، وراحة بال، بينما يُتخطَّف الناس من حولنا، قال الله –جلّ وعلا- :(أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا)، قال –سبحانه وتعالى-: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)،  فالله-سبحانه وتعالى-حينما بوَّأ لإبراهيم مكان البيت، إبراهيم دعا، قال إبراهيم-عليه السلام-: ((رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً )، يعني مكة، (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ)، قدَّم طلب الأمن على طلب الرزق؛  لأن الرزق مع فقدان الأمن لا ينفع أهله، وتلك البلاد الآن عن يميننا، وشمالنا، في قلقٍ، وفي خوفٍ، وفي قتل، وقتال، وانفلات الأمن فيها، وهذه البلاد السُّعوديَّة، ولله الحمد، تعيش في أمنٍ وارف بسبب أنها تُحقِّق عبادة الله وحده لا شريك له، وتقوم على خدمة هذين المسجدين الشَّريفين، وتُمكِّن للناس الحج والعمرة، تُسهِّلها لهم، تقوم بخدمة الحرمين، وخدمة الوافدين، إليهما، هذا من نعمة الله على هذه البلاد.

السؤال: ما معنى قول الله تعالى : (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ)؟
الجواب: نعم الشعراء يتبعهم الغاوون، اقرأ الذي بعده تعرف السبب: (أَلَمْ تَرَى أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ)، يعني الشُّعراء، ( فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا )، فاللذين اهتدوا من الشعراء كحسَّان بن ثابت، وغيره من شعراء المسلمين، هؤلاء استثناهم الله –عزَّ وجل-.

السؤال: هل يجوز أن نبيع الذهب بالتقسيط، أو أن هذا مخالف للسُّنة؟
الجواب: إذا بعتم الذهب بغير الذهب، أو بغير الفضة، وإنما بعتوه بسلعة، كالطعام، والأقمشة، والسيارات، وغير ذلك، يجوز التأجيل في هذا، أما إذا بعتم الذهب بالذهب، فلابد من أمرين، لابد من التَّقابض في المجلس، ولابد من التساوي في المقدار، وأما إذا بعتم الذهب بالفضة، أو الفضة بالذهب، فإنه يجبُ أمرٌ واحد وهو التَّقابض في المجلس، ويجوز التفاضل، قال –صلى الله عليه وسلم-: (فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الأَصْنَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ )، بيعوا كيف شئتم، يعني متساويًا، أو متفاضلًا، إذا كان يدًا بيد، يعني إذا كان التقابض في المجلس، ولم تتفرَّقا، وبينكما شيء.
السؤال:
هل يجوز أن نبيع الذهب بالتقسيط؛ أو أن هذا مخالفٌ للسُنَّة؟
الجواب:
إذا بعتُم الذهب بغير الذهب أو بغير الفضة، وإنما بعتوه بسلعة كالطعام والأقمشة والسيارات وغير ذلك، يجوز التأجيل في هذا، أما إذا بعتم الذهب بذهب فلابد من أمرين:
فلابد من التقابض في المجلس، ولابد من التساوي في المقدار. وأما إذا بعتم الذهب بالفضة أو الفضة بالذهب فأنه يجب أمرٌ واحد التقابض في المجلس، ويجوز التفاضل.
قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فَإِذَا اخْتَلَفَتْ الْأَجْنَاسُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ إذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ» إذا كان متساويًا أو متفاضلًا، إذا كان يدًا بيد يعني إذا كان حصل التقابض في المجلس ولم تتفرقا وبينكما شيء.
السؤال:
 ماحكم أكل من ذبح ذبيحة وهو جاهل بالسنة ؟
الجواب:
مادام أنه مسلم يشهد أن لااله ألا الله وأن محمدا رسول الله وليس عنده شرك بالله فذبيحته حلال؛ (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ)، فذبيحة المسلم حلال حتى ولو نسي التسمية، فأنها حلال لأن التسميه على قلبه وعقيدته.
السؤال:
 الجمعية المالية ماحكم الأفراد الذين يقومون بهذه الجمعية بينهم في العمل؛ يضع كل فرد من أفراد الجمعية مبلغ مالي وفي نهاية كل شهر تجمع هذه الأموال ويأخذها شخص وتدور عليهم في نفس العام؟
الجواب:
هذا أجازه كثير من علمائنا وصدر فيه قرار من هيئة كبار العلماء أنه جائز لكن أنا لاأرى جوازه، لأنه ما
أقرضهم ألا بشرط أن يقرضوه فهي جمعية تقارضية كل طرف منها يقرض أصحابه بشرط أن يقرضوه، وهذا اذا كان القرض مشروطًا في قرض فأنه لايحل ولايجوز.

السؤال:
ينطبق عليه: «كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ نَفْعًا فَهُوَ رِبًا»؟
الجواب:
نعم هو نفس الشيء «كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ نَفْعًا فَهُوَ رِبًا»، فهو ما أقرضهم ألا بشرط أن يقرضوه وأن تدورعليه الحلقة فيستلم هذه المبالغ المجتمعة،  لم يقرضهم لوجه الله ليوسع عليهم، ولم يشترط عليهم شرطا منفعيًا النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يقول: «كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ نَفْعًا فَهُوَ رِبًا»، فهو داخل في هذا أنه جر نفعًا للمقرض، لأنه ما أقرضهم إلَّا بشرط أن يقرضوه.
السؤال:
ما رأيك في ذنوب كبائر تمحوها التوبة النصوحة: نريد تفسيرها للإخوان وفي توبة نصوحة لكبائر الذنوب لكن لاتمحوها التوبة النصوحة، مثل أكل أموال الناس بالباطل، وعقوق الوالدين، وفي كبائر مثل: حلق اللحية،
ومثل شرب الدخان، والصلاة في المنزل، ماهي كفارتها إذا أقلعوا عن الدخان واعفاء اللحى والصلاة في المساجد ماهي كفارة هذه الذنوب؟
الجواب:
هذا التفصيل من عندك ماله أصل؛ الذنوب تنقسم الى كبائر وصغائر، والكبائر ضابطها مارتب عليه حد في الدنيا أو وعيد في الاخرة أو ختم بلعنة أو غضب أو نار.
 وأما الصغائر: فهو مانهي عنه ولم يرتب عليه وعيد، نهي عنه يكون حرام محرم ولم يرتب عليه وعيد، وكل الذنوب الكبائر والصغائر والشرك بالله ومادونه كلها تكفرها التوبة النصوح الخالصة التي ليس فيها كذب وإنما هي توبة خالصة، نيته لله فيها هذه تكفر جميع الذنوب (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ) {وَأنِيبُوا} يعني توبوا، فالتوبة تكفر الذنوب الكبائر والصغائر، والشرك بالله ومادونه تكفره التوبة الصادقة.
السؤال:
ورد حديث الدعاء مخ العبادة و«الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» هل يكون الدعاء في كل وقت أو بعد عبادة الصلاة؟
الجواب:
الصحيح حديث؛ « الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»، أما الدعاء هو مخ العبادة فهذا فيه مقال والله أعلم، على كل حال الدعاء هو أعظم أنواع العبادة وليس كل العبادة محصورة في الدعاء، وإنما الدعاء نوعٌ منها لكنه أكبرها وأعظمها.

السؤال:
أريد أن أشتري بيت وذهبت الى أحد المصارف، وقال: أنا أشتري لك هذا البيت وأقسطه عليك الحكم الشرعي في ذلك ؟
الجواب:
البنك أو غير البنك اذا اشترى البيت وملكه ملكًا تامًا ثم أراد أن يبيعه عليك أو على غيرك هذا لابأس به، لكن لو حصل بينك وبينه أتفاق ومواطئه قبل أن يشتري البيت وتم العقد بينك وبينه ثم ذهب يشتري البيت بعد العقد بينك وبينه فهذا لايجوز؛ لأن البنك باع شيئا لايملكه قبل أن يملكه، فاذا كان عند البنك بيوت أو سيارات أو سلع يملكها وهي بحوزته؛ جاز أن يبيع على من يشتري منه، وأما اذا كان ماهي عنده السلع وإنما بعد مايعقدون العقد يذهب للبنك أوغير البنك ويشتري السلعة التي وقع عليها البيت فهذا لايجوز لأنه باع مالا يملك.
السؤال:
زوجتي نذرت نذر أنها تصوم شهر كامل متواصل في حالة أن ماطلع المرض المعين اللي عند البنت والحمدلله طلعت البنت سليمة، ونذرت نذر أنها تصوم شهر كامل، هل تلزم بالنذر هذا شهر متواصل؟
الجواب:
نعم يلزمها الصيام شهر كامل إذا تحقق الشرط الذي علقت عليه النذر، وأنت تقول أنه تحقق والحمدلله فيلزمها أن تصوم؛ لقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلا يَعْصِهِ» واللهُ جَّلَ وَعَلَا- قال في المؤمنين: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً)، قال تعالى: (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)، وقال تعالى: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)
فالنذراذا كان نذر طاعة وتحقق الشرط الذي علق عليه فأنه يلزم، فيلزم هذه المرأة أن تصوم شهرًا كاملًا كما نذرت.
السؤال:
 ما رأيكم في إلزام الناس لأنفسهم بهذه النذور؛ البعض منهم لايستطيع أما لقلة ذات اليد، وبعضهم لايستطيع أن يصوم مارأيكم إلزام النفوس بهذه النذور؟
الجواب:
الدخول بالنذر يكره أو يحرم؛ وأما إذا دخل فيه فإنه يلزمه الوفاء به قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ  وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ» وَفِي رِوَايَةِ: «فلا تَنْذِرُوا» فما دام الانسان على السعة يفعل الطاعة ويتجنب المعصية ويفعل الخير دون أن يلزم نفسه بنذرٍ، وأما إذا نذر وعلق نذره على شرطٍ وكان شرط طاعة مثل الصيام والصلاة وسائر العبادات فإنه يلزمه الوفاء به.
السؤال :جاءني قرض من البنك العقاري وأريد أن أبيع على شخص آخر هذا القرض لأنني لست بحاجته الآن ويعطيني مبلغاً من المال ؟
الجواب: هذا تذهبون إلى البنك العقاري فإذا نقله منك إلى الآخر فهذا راجع إلى البنك العقاري إذا رضي بهذا ونقل القرض إلى ذمة الرجل الثاني لا بأس بذلك.
السؤال:  إذا زاد الإمام ركعة واعتدت بها وأنا مسبوق فهل صلاتي صحيحة ؟ وما الحكم إذا لم أعتد بها وزدت ركعة ؟
الجواب: نعم الركعة الزائدة سهواً لا يعتد بها فأنت يلزمك أن تكمل الصلاة ولا تحتسب الركعة الزائدة  ليست صلاةً وإنما هي سهو .
السؤال: توضح السنة في دعاء القنوت وهل له أدعية مخصوصة ؟وهل الدعاء في القنوت مثلاً في رمضان كغيره بعد رمضان ؟
الجواب: نعم الدعاء في الوتر في رمضان وفي غيره يكون في الوتر بعد القيام من الركوع ويدعو بما تيسر له وما يحتاج إليه ورد في ذالك ما علمه النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لسبطه الحسن بن علي بن أبي طالب - رَضِيَّ اللهُ عَنْهُمَا – بقوله : اللهم أهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت وإذا أضاف له من الأدعية ما هو مشروع فإنه لا بأس بذلك والحمد لله .
السؤال:  ما حكم ذهاب الرجل أو المرأة لفك السحر وهل تكفي سورة البقرة وما الأدعية في ذالك ؟
الجواب:  السحر لا يجوز حله بسحرٍ مثله ولا يجوز الذهاب إلى السحرة لحل السحر وإنما يكون حل السحر بالرقية الشرعية من القران والسنة والأدعية الشرعية ويكون بالأدوية المجربة التي يتداوى بها من السحر، الأدوية المجربة المباحة لا بأس بها مع الرقية الشرعية.
السؤال: أنا ارتاد المستشفيات كثير بسبب مرض الأهل ونرى بعض الأشياء التي تسوء المؤمن والله أرى اختلاط بين الرجال والنساء وتجرؤ بعض النساء في الحديث مع الرجال. ماذا على النساء من جهة التحجب وعدم المخالطة ونحو ذلك ؟
الجواب: المرأة المؤمنة مسؤولة عن نفسها ملزمة بالحجاب (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )
قال الله - جَلَّ وَعَلَّا: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ )  يعني النساء، قالت عائشة - رَضِيَّ اللهُ عَنْهَا: كُنَا مَعَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُحْرِمَات فَإِذَا مَرَّ بِنَا الرَّجَال سَدَلَتَ إِحْدَانَا خِمَارَهَا ِمْن عَلَى رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ فالحجاب وهو تغطية وجه المرأة عن الرجال الأجانب هذا أمر واجب ولا يجوز السفور عند الرجال ، يجب على المرأة أن تتستر بجميع بدنها ولا يظهر منها شيء من رأسها إلى قدمها ما يظهر منها شيء عند الرجال الذين ليسوا من محارمها ،ولا تختلط مع الرجال بحيث تجلس مع الرجل جنباً إلى جنب أو تحضر الحفلات التي فيها اختلاط فيها رجال ونساء ويجلس الرجال إلى جنب النساء كل هذه أمور محرمة ، المرأة المسلمة تبتعد عن هذه الأمور وتقي نفسها من النار ولا تتساهل في هذا ولا تغتر بمن يتساهل في هذا الأمر.
السؤال:  رجل يصلي الليل وصلاة الليل مثنى مثنى فقام إلى ثالثة ناسياً فماذا يفعل ؟
الجواب: يجلس ، إذا قام إلى ثالثة يجب عليه الجلوس كمن قام إلى ثالثةٍ في فجر لقولهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَلَاة الْلَيل مَثْنَى مَثْنَى .

السؤال:  ما حكم إبعاد الزوجة وإخراجها من عند الوالدة في حال وجود مشاكل ، هل يعتبر من أنواع العقوق بالوالدة ؟
الجواب: لا يا أخي هذا ليس من العقوق هذا من أداء الحق الزوجة لها حق السكنى أن تؤمن لها السكن المناسب لها ، فإذا كانت لا تصلح مع الوالدة في سكن واحد فالتمس لها سكنًا يناسبها مع برك لوالدتك وصلتك لوالدتك وحضورك عند والدتك في الأوقات التي تحتاج إلى حضورك،أعطِ كل ذي حقٍ حقه أعط الوالدة حقها بالبر والإحسان وأعطِ الزوجة حقها بالسكنى والنفقة الكسوة التي أوجبها الله عليك.
السؤال:  هل من السنة رفع اليدين عند دعاء القنوت ؟
الجواب:  نعم ،رفع اليدين عند الدعاء هذا من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة، نعم ترفع الأيدي في القنوت وفي غيره من الأدعية إلا ما ورد أن الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دعا ولم يرفع يديه فلا ترفع اليدين فيه .

السؤال:  أيهما الأفضل الدعاء عند القنوت أو وهو ساجد كما ورد في الحديث ؟
الجواب : كلاهما يدعو في القنوت ويدعو وهو ساجد .
السؤال : يسأل عن كتاب طبقات ابن سعد ؟
الجواب : نعم هذه طبقة تراجم الرواة في الحديث وهو جيد ومرجع ، مرجع مفيد .
السؤال:  ترك الزواج بالنسبة للرجل هل يكون قد خالف الفطرة مع أنه يقضي حياته في عبادة الله ؟
الجواب: إذا كان ليس فيه شهوة للنساء فلا مانع إنه ما يتزوج، أما إذا كان فيه شهوة ويخاف على نفسه فإنه يجب عليه التزوج ( وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ) فمن يخاف على نفسه من العنت يعني من الوقوع في الزنا وهو يقدر على الزواج فإنه يجب عليه  قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بَالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )وعلى هذا السائل أن يتجنب أسباب الفتنة، الاختلاط بالنساء والنظر إلى النساء الفاتنات ، وتجنب أسباب الفتن والنظر في القنوات الهابطة وفي غيرها من ما يعرض في الشاشات التي لا تتقيد بآداب الشريعة لا ينظر فيها ولا يجعلها في بيته .
السؤال: يقول بأنهُ دخل المُستشفى ولم يُصلي أسبوع نظرًا لغيبُوبتهِ، وصحوت فأُريد أن أُصلي الصلوات خلال هذا الأسبوع . هل أبدأ بها مُرتبه أم أُصليها جميعًا ؟
الجواب: يا أخي الغيبوبة حُددت بثلاثة أيام فإذا كانت الغيبوبة ثلاثة أيام فإنهُ يقضيَّ ما مرَّ عليهِ فيها أما إذا كانت أكثر من ثلاثة أيام فهذا لا يُقْضَى، وإنما يُحافظ على الصلاة التي أدركها وكان في صحةٍ وحضور قلب يحافظ عليها مُستقبلًا، وما حصل في وقت الغيبوبة الطويلة فهو معفوٌّ عنها .
السؤال: هل ليلة القدر ثابتة في ليلة مُعينة من كل عام ، أو أنها تتنقل من ليلة إلى أُخرى ؟
الجواب: ليلة القدر في رمضان بلا شك هي في رمضان، أما في أي ليلة الله لم يُبين هذا لحكمةٍ عظيمة وهي أن يجتهد المُسلم في كل ليالي رمضان فمن اجتهد في كل ليالي رمضان حصل على الفضيلتين قيام رمضان وقد قال- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ قَامَ رَمَضَان إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَمَ مِنْ ذَنْبِهِ وقيام ليلة القدر الفضيلة الثانية قال- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ قَامَ لَيْلَة الْقَدِر إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَمَ مِنْ ذَنْبِهِ فعلى المُسلم أن يجتهد في كل ليالي رمضان وأن يحضر صلاة التراويح مع المُسلمين ويحضر صلاة التهجد فإذا لم يترك بعض الليالي فيُرجى لهُ يرجى لهُ أنهُ أدرك ليلة القدر، أما من كان يقوم بعض الليالي ويترك البعض الآخر فهذا لا يُضمن لهُ أنهُ أدرك ليلة القدر  لأنها قد تكون في الليالي التي تركها .
السؤال: الأكل عند أهل الميت في أيام العزاء . ما حكمهُ ؟
الجواب: هذا لا يجوز، المشروع أن يُعد لأهل الميت طعامٌ يكفيهم لأنهم مشغولون بمصيبتهم قال- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَهُمْ قَدْ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُم فيُصنع لهم طعام بقدر حاجتهم ولا يكون العزاء ليالي أو أيام ولا يُعْقَد لهُ اجتماعات ( والعشاء عندك يا فلان الليلة والعشاء عندك يا فلان بكرة ) هذه تكلفات ما أنزل الله بها من سلطان وليست من الاجتماع وفرش البيوت ووضع الكراسي وما أشبه ذلك كأن عندهم زواج هذا لا يجوز التعزية أسهل من ذلك، تعزي أخاك إذا التقيت بهِ في المقبرة إذا التقيت بهِ في المتجر إذا التقيت بهِ في المسجد تتصل بهِ في التلفون أوفي الجوال إن كان غائبًا وهذا يكفي يا أخي عن تجمعات وعن صناعة أطعمة وعن ترك للأعمال ثلاثة أيام ونصب السرادقات هذا أشد وتكلفة وهذا مبتدع وليس هو من التعزية في شيء .
السؤال: ما حُكم المسح على العِمامة في الشتاء وما شابه ذلك مثل الشماغ هل يدخل في ذلك العمامة ؟
الجواب: الشماغ يا أخي ما يُمسح عليه إنما يُمسح على العِمامة التي تستر غالب الرأس ويكون لها من الخلف ذُآبة تُثبتها أيضًا فهذه هي التي يُمسح عليها أما العصابة التي هي لفة أو لفتين على الرأس فوق الشماغ هذه ليست عمامة هذه عصابة وليست عمامة .
السؤال: والدتي ذهبت للعمرة ثُم طافت بدون جورب هل عليها شيء ؟
الجواب: ليس عليها شيء عمرتها صحيحة، ولكن إذا كانت قد بدت رجلها وانكشفت فهذا انكشاف شيء من عورتها، وهي لم تتعمد هذا فليس عليها شيء في ما مضى ولكن في المستقبل تستر نفسها سترًا كاملًا .
السؤال: بالنسبة لدعاء ختم القرآن، عند ختم الأولاد للقرآن نقوم بحفلة ونوزع على الأولاد الهدايا ونقوم بالدعاء وجميع الأولاد يُأمِنُون عليهِ ؟
الجواب: إقامة الحفل لمُناسبة ختم القرآن هذا لا بأس بهِ وهو من التشجيع ومن شكر الله –عَزَّ وَجَلَّ- من التشجيع على حفظ القرآن بشرط أن لا يكون هُناك إسراف بل يكون هناك حفلٌ مُتوسط ويكون هذا لشكر الله –عَزَ وَجَلَّ- ولإظهار الفرح والسرور بختم القرآن .
السؤال: يقول بالنسبة للعلاج بالحبوب النفسية وغيرها، هل هذا العلاج نافع وهل هو كان موجود في الزمن الماضي ؟
الجواب: يا أخي راجع الأطباء النفسانيين ليصفوا لك العلاج المُناسب لك راجع الأطباء النفسانيين ولا تمشي على العادات وما قيل ويُقال من غير تثبت راجع، هناك أطباء نفسانيون راجعهم .
السؤال: الأمراض النفسية في وقتنا الحاضر ما أسبابها ؟
الجواب: الله أعلم لها أسبابٌ كثيرة واللهُ أعلم مِنْ أظهرها السهر، الناس الآن ما ينامون بالليل العوائل ما تنام بالليل وإذا تدارك هذا السهر عدة أيام أثر على الصحة وأثر على الفكر، .... من ينام بالليل وأن يشتغل بالنهار الله _جَلَّ وَعَلَا- جعل الليل سكنًا وجعل الليل لباسًا وجعل النهار معاشا .
السؤال: ورد في الحديث الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ ما صحة ذلك وهل هذا خاص بالزمن الذي نعيش وتيسرت وسائل النقل فهل يدخل هذا للمسافر لوحده ؟
الجواب: الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ لأنه لو حصل لهُ شيءٌ لم يُخلص نفسهُ، لو أنه تعرض لخطر، أو أصابهُ مرض من الذي سينقلهُ ويقوم بهِ فإذا كان معهُ مُرافق فإنهُ حين إذن يقوم عليهِ وينقلهُ ويتصل أيضًا بالإسعاف أو ما أشبه ذلك، أما المُنفرد فإنهُ لا يَستطيع هذا، هذا وجه والله أعلم الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ و وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ لأنهما لو تنازعا وتضاربا لم يجد من يُخلص بينهما ويحجز أحدهما عن الآخر، أما الثلاثة فهم ركبٌ يعني جماعة يعني معهم العدة والأُهبة لحل مشاكلهم