شرح كتاب التوحيد 27-04-1437هـ


مقدمة الحلقة: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى قَائْدُ الغَّرُ المحَجَلِيْن نَبِيِّنَا مُحَمَّدُ وَعَلَىْ آَلِه وَصَحَبِه أَجْمَعِيْن.
مرحبًا بكم أيها الأخوة والأخوات في درسٍ من دروس التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، ضيف هذا الدرس هوفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء،أهلًا ومرحبًا بالشيخ صالح في هذا اللقاء.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم .
المتن:
 قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: وَفِي رِوَايَةٍ لأَنَسٍ: «لَا يَجِدُ أَحَدٌ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى .. » إِلَى آخِرِهِ.
الشيخ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
الشرح:
كما ذكرنا في الدرس السابق أن الإنسان قد يكون مؤمنًا بالله ولكنه لا يجد حلاوة الإيمان؛ لأن من وجد حلاوة الإيمان قلَّ أو امتنع عن أن يَرْتَدَّ عن دين الإسلام، إنما يَرْتَدَّ من لم يجد حلاوة الإيمان، قد يكون الإنسان مؤمنًا ولكن لم يصل إلى مرتبة حلاوة الإيمان في قلبه.
وحلاوة الإيمان لها علامات: بيَّنها الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» ولذلك كان المؤمنون الصادقون يعذبون على أن يَرْتَدَّوا عن دينهم فلا يَرْتَدَّوا عن الدين يصبرون على الضرب ويصبرون على التعذيب، يصبرون على السجن ولكنهم لا يَرْتَدَّون عن دينهم لأنهم وجدوا حلاوة الإيمان.
المتن:
 وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ، وَأَبْغَضَ فِي اللَّهِ، وَوَالَى فِي اللَّهِ، وَعَادَى فِي اللَّهِ، فَإِنَّمَا تُنَالُ وَلَايَةُ اللَّهِ بِذَلِكَ، وَلَنْ يَجِدَ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ وَإِنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ وَصَوْمُهُ حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ. وَقَدْ صَارَتْ عَامَّةُ مُؤَاخَاةِ النَّاسِ عَلَى أَمْرِ الدُّنْيَا، وَذَلِكَ لَا يُجْدِي عَلَى أَهْلِهِ شَيْئاً" رَوَاهُ بنُ جَرِيرٍ، وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ) قَالَ: الْمَوَدَّةُ.
الشرح:
هذا قول ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ" حب المؤمنين في الله لا لأجل طمع دنيا أو من أجل قرابة أو ما أشبه ذلك، فإنما يُحبهم في الله، لأنهم أخوانه في الإيمان.
"مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ، وَأَبْغَضَ فِي اللَّهِ"، أبغض الكفار، والمنافقين وأبغض المعاصي والعصاة، كلٌ على قدر جريمته، أما من لا يحب إلَّا من يعطيه من المال، ويبغض من لا يععطيه شيئًا من المال، فهذا من أمور الدنيا وليس من الإيمان.
"مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ، وَأَبْغَضَ فِي اللَّهِ، وَوَالَى فِي اللَّهِ"، الموالاة: هى النُصرة والتأييد والمحبة، فمن يناصر المؤمنين ويدافع عنهم.
"وَوَالَى فِي اللَّهِ، وَعَادَى فِي اللَّهِ" لا يعادي أحدًا لم يعادي أحدًا لم يعطيه شيئًا من المال،لم يعطيه مطلبه، إنما يعاديه في الله لأنه كافر لأنه منافق ولأنه عاصٍ للهِ ولرَسُولهِ فهو يُعادي في الله -سُبحانَهُ وَتَعَالَى- .
"مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ، وَأَبْغَضَ فِي اللَّهِ، وَوَالَى فِي اللَّهِ، وَعَادَى فِي اللَّهِ، فَإِنَّمَا تُنَالُ وَلَايَةُ اللَّهِ بِذَلِكَ"، ولا يكون وليًا لله -سُبحانَهُ وَتَعَالَى-، اللهُ- له أولياء؛ كما قال اللهُ -سُبحانَهُ وَتَعَالَى- (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)، أولياء الله لهم مكانة، ومنهم أولياء الله الذين يتخذهم القبوريون ويتقربون إليهم بالعبادات! يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله؛ لا، أولياء اللهُ وصفهم اللهُ في القرآن: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، من هم؟ (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ). فمَنْ اتَّصَف بهاتين الصِّفَتين فهو وَليٌّ للهِ-عَزّ وَجَلّ-.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ): هؤلاء هم أولياءُ اللهِ حقًا، لا مَنْ تُدَّعَى لهم الوَلاية للهِ وهم مِنْ أفسَد الناس، ومِنْ أكفَر الناس، كما عليه المُخَرِّفون والمُشَعوِذون، يتَّخِذون أولياء مِنَ الشياطين أحيانًا، ويتَّخِذون أولياء مِنْ مَرَدة الجن؛ يُسَمُّونهم أولياء وهم أعداءُ الله؛ ليسوا أولياء الله.
فيجب التنبُّه لهذا الأمر، ما كُلّ مَنْ قيلَ أنَّهُ وَليُّ اللهِ يكون كذلك؛ حتى يُنْظَر هل تتحقّق فيهم هاتان الصِّفتان؟ (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ).
المتن:
 وقال ابنُ عبَّاسٍ في قولِهِ -تَعَالَى-: (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ)؛ قال: المَوَدّة.
الشرح:
 نعم؛ (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ) يعني المَحَبّة، فإذا تقطَّعت بهم المَحَبّة فهؤلاء هم أهل النّارِ والعياذُ بالله.
(وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ)، كما فسرها ابن عبّاس بذلك قال: المَحَبَّة التي بين المؤمنين بعضهم لبعضٍ، تَوَلِّي بعضهم بعضًا، مهما تباعَدَت أماكنهم وأزمانهم.
فالمؤمنون جميعًا كلهم مِنْ أول الخَليقة إلى آخرها كلهم أخوة في اللهِ-عزّ وجلّ-؛ يتحابّون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
السؤال:
 في هذا الباب مسائل:
أوّلًا: وجوب تقديم محَبَّته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على النَّفسِ والأهلِ والمالِ.
الجواب: تقديم مَحَبَّة الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على النَّفس، تُحِبُّهُ محبَّة مُقَدَّمة على مَحَبَّةِ نفسِكَ، لمّا قالَ عُمر-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- للرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ  فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْآنَ يَا عُمَرُ».
فتُحِبُّ الرسول أكثر مِمَّا تُحِبّ نفسك، تُحِبّ والِدَيك وأولادك وأقارِبك، لأن الرسول لهُ فضلٌ عليكَ في هِدايتك، وفي بيانِ الحق لكَ، وفي أنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ترَكَك على الطريقِ الصحيح، ودلَّكَ على اللهِ -سُبحانه وَتَعَالَى-، فهذا فضلٌ عظيمٌ، تُحِبُّهُ مِنْ أجل ذلك.
السؤال: المسألة الثانية: أنَّ نفيَ الإيمانِ لا يدُلُّ على الخروجِ مِنَ الإسلامِ.
الجواب: قد يكون نفيًا لكل الإيمان، لِكَامل الإيمان، وقد يكون نفيًا لكمال الإيمان؛ لا لأصله، ومنه ما جاءَ في هذا الباب: أنَّ المَحَبَّةَ تدُلُّ على كمال الإيمان، ومَنْ فَقَدَ شيئًا منها لا يكون كافرًا، بل يكون ناقص الإيمان.
السؤال: المسألة الأخرى: أنَّ للإيمانِ حلاوةً قد يجِدها الإنسان وقد لا يجِدها
الجواب: المؤمنون كثيرون، لكن قلَّ منهم مَنْ يجِد حلاوة الإيمان، هذه درجة رفيعة، وهذه إنَّما تُدْرَك بِمَا بيَّنهُ الرسولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «لا يَجِدُ عَبْدًا طَعْمَ الإيمانِ حتّى أكونَ أحبَّ إليهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ والنَّاسِ أجمَعِين».
سؤال: حلاوة الإيمان هل هي حِسِّيَّة أم معنوية؟
الجواب: معنويّة، حلاوة الإيمان معنويّة وليست حِسِّيَّة، تتلَذّذ بالإيمانِ وتُحِبُّهُ.
السؤال: أعمالُ القلوبِ أو أعمالُ القلبِ الأربعة التي لا تُنَالُ وَلايةُ اللهِ إلّا بها، ولا يجِدُ أحدٌ طعم الإيمان إلّا بها.
الجواب: كما بيَّنَها النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« لَنْ يَجِدَ عَبْدٌ طَعْمَ الإيمانِ حتّى أكونَ أحَبًّ إليهِ مِنْ وَلَدِهِ ووَالِدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِين»، وكذلك ما جاء في بقيَّةِ الآثارِ أنَّهُ يُحِبُّ اللهَ، ويُحِبُّ الرسولَ-صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-، ويُحِبُّ إخوانَهُ المؤمنين مَحَبَة إيمانٍ، وأُخُوة إيمانٍ.
هذه علامات الإيمان الصّادِق، وعلامات حلاوة الإيمان، مَنْ بَلَغَها بَلَغَ حلاوة الإيمان.
السؤال: فهمُ الصحابي للواقع أنَّ عامةَ المُؤاخاةِ على أمرِ الدُّنيا.
الجواب: نعم، لقول ابن عبّاسٍ وهو صحابيٌّ جليلٌ؛ "لَقَد صارت عامة مُؤاخاة الناس على أمرِ الدُّنيا، يتحابُّونَ ويتباغَضُونَ على أمرِ الدنيا، مَنْ أُعْطِيَ مِنَ الدُّنيا رَضِيَ، ومَنْ لم يُعْطَ لم يرضَ، ومَنْ أُعْطِيَ مِنَ الدُّنيا أحبَّ المُعْطِي، ومَنْ لم يُعْطَ يُبغِض الناسَ ويُبغِض إخوانَهُ المؤمنين لأنهم لم يُعْطُوه شيئًا، فهذه دنائةٌ في المَحَبَّةِ.
فالمَحبَّة يجب أنْ توضَع في أشياءٍ لها قيمة، ولها فائدة عاجِلة وآجِلة.
السؤال: المسألة الأخرى: تفسير الآية: (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ).
الجواب: (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ)، أي المَحَبَّة-كما بيَّنها المُفَسِّرون-، (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ) جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ* إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ)، الأسباب هي: المَوَدَّة الإيمانية.
السؤال: المسألة الأخيرة: الوعيد على مَنْ كانت الثمانيةُ أحبّ إليه مِنْ دينِهِ.
الجواب: كَون الإنسان يُحِبّ هذه الثمانية لا يُؤاخَذ عليه، لكن إذا قدَّمَ محبَّتها على ما يُحِبُّهُ اللهُ ورسولُهُ فهذا هو المُتَوَعَّد، (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ).
السؤال: ما الضابط في المَحَبّة؟
الجواب: كما بيَّنتها الأدلة في هذا الكتاب، الضابط في المَحَبَّةِ: أنْ تُحِب غير الله مَحَبَّة عُبُودية بخُضُوعٍ، تُحِب المَخلوق مَحَبَّة خضوع وانقياد، هذه المَحَبَّة الشِّركيّة.
أمّا أنَّهُ يُحِبُّهُ ولا يخضع له فهذه طبيعية لا يُؤَاخَذ عليها، يُحِب الإنسان زوجته، ويحب ماله، ويحب ولده لكنه لا يخضع لهم، يُقَدِّم طاعتهم ويُقَدِّمهم على ما يُحِبّه الله ورسوله.
السؤال: مَحَبَّة الإشفاق والرّحمة مِنْ أي الأنواع؟
الجواب: هذه طبيعية.
السؤال: قول الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «حُبِّبَ إليَّ مِنْ دُنياكُم النِّسَاء والطِّيب، وجُعِلَت قُرَّةُ عيني في الصَّلاةِ»؛ هل تكون مَحَبَّة فيها قُرْبَة مِنَ اللهِ؟
الجواب: حُبُّ النّساء والطِّيب هذه مَحَبَّة طبيعية، ليست مَحَبَّة عبادة، لكن: «وجُعِلَت قُرَّةُ عيني في الصَّلاةِ » هذه مَحَبَّتُهُ للصلاةِ أكثر مِنْ مَحَبَّتِهِ النساء والطِّيب والملاذّ، تلَذَّذ في الصلاةِ أكثر مِمَّا يتلَذّذ في بهجة الدنيا وملاذّ الدنيا، يجِد فيها، الصلاة يجد فيها لذّة أكثر مِنْ الّلذّة في تناول الشَّهوات والمُباح.
هذا يحُثُّ المُسلم على أنْ يتفقَّدَ نفسَهُ فيما جاء في هذا البابِ، وأنْ يُطَبِّقَهُ على نفسِهِ، هل تتحَقّق فيه هذه الصِّفات؟ فيشكُرُ اللهَ على ذلك، أو لم تتحقّق: فيستَدْرِك الأمرَ ويتوب إلى الله ويتنبَّه إلى نفسِهِ.