تفسير الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)


السؤال
في بداية هذه الحلقة نريد تفسير قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
الاحابة
الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاةِ وَ السَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.في هذه الآيات ينادي اللهُ عباده المؤمنين فيقول اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) ، {اتَّقُوا اللَّهَ} أي إتخذوا بينكم وبين غضب الله وقاية، تقيكم من عذابه وذلك بالأعمال الصالحة، وتجنب المحرمات؛ هذه هى الوقاية لأداء الواجبات وتجنب المحرمات، طاعةً للهِ ولرَسُولهِ وإبتغاءً لثوابه- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وتقوى الله هى وصية الله للأولين والآخرين، كما قال - جَلَّ وَعَلاَ- (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ) { وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}أصلحوا أقوالكم، وسددوا ألسنتكم ولا تقولوا الكلام المحرم من الشرك بالله - عَزَّ وَجَلَّ- والسباب والشتم وغير ذلك من الأقوال المُحرمة ومعظمها الأقوال الشركية، ودعاء غير الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وهذا هو القول السديد، بخلاف القول الباطل . ولا شك أن اللسان خطيرٌ جدًا إذا لم تحفظه يهلكك؛ كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ »، فعلى المسلم أن يحذر من زلات اللسان وخطرات الكلام، ويسدد أقواله، والتسديد هو الإصابة، يقول قولًا صوابًا لا يقول قولًا خطأً .ثم بيَّن جزاء تسديد الأقوال؛ في قوله: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}، {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}{وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}فهذه هى عاقبة القول السديد، {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}}{وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.{وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}فمن جملةِ طاعة الله ورَسُوله تسديد القول، وتجنيب الخطأ في القول، سائر القول المحرم ، ومعظمه الشرك بالله والسباب والشتم، وقول الزور . قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «قَالَ مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ» يعني اللسان، « وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ»، وأعظم ما يرد الناس النار: الفم والفرج، كما قال النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الإنسان يحفظ لسانه؛أحفظ لسانكَ أيُّها الإنسانُ ***** لا يلدغنَّكَ إنهُ ثعبانُكم في المقابرِ من قتيلِ لسانهِ***** كَانْت تَهَابُ لقاءهُ الأقرانُفعلى المسلم أن يحفظ لسانه، ويسدد قوله، ويطيُب كلامه، فالكلام الطيب عاقبته طيبة، والكلام الخبيث عاقبته خبيثة، وأخطر ما على الإنسان لسانه وما يصدر منه، من الغيبة والنميمة والسباب والشتم وقول الزور وغير ذلك.