التهاون في أداء الصلاة


السؤال
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول بأنه شاب يسافر خارج بلده، ويقول ولكنني أحياناً تفوتني الصلوات، ويفوتني أن أصلي الصلاة في وقتها، مثل أن أكون نائما من قبل الصلاة الفجر، ولا أصحو إلا بعد صلاة العصر، والذي أقوم به هو أنني أصلي الصلاة العصر في وقتها، أما باقي الصلوات التي تفوتني، فأنني لا أصليها تكاسلاً وعند عودتي إلى بلدي، فأنني أصليها مع باقي الفروض، مثلاً الفجر مع الفجر، و الظهر مع الظهر، بحسب عددها، والسؤال ما هو الأصح مثل هذه الحالة لمن فاتته الصلاة تكاسلاً أو نسياناً و ما الحكم في الشريعة؟
الاحابة
الجواب: الصلاة فريضة عظيمة وهيركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الإسلام و أول  ما يحاسب عنه العبد من عمله يوم القيامة وقد قال الله جل وعلا: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى)، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)، قال تعالى:(إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) الواجب أن الإنسان يصلي كما أمره الله، لا يصلي كما تأمرهٌ نفسه، يصلي كما أمرهُ الله في وقت الصلاة مع الجماعة، و لا يضيع الصلاة يضيع وقتها أو يضع الجماعة، والنوم ليس عذرا دائماً، وإنما النوم العارض الذي يأتي على الإنسان هو عازم على الصلاة في وقتها، و عازم على الصلاة مع الجماعة لكنه يغلبوه النوم، فهذا يكون معذوراً ولكنه إذا استيقظ يبادر بالصلاة، كذلك إذا نسي،إذا نسي صلاة فأنه يبادر لقضائها لقوله صلى الله عليه وسلم :(مَن نسِيَ صلاةً، أو نًام عنًها فلْيُصلِّها إذا ذكرَها أو يسَتيّقظ، لا كَفَّارة لها إلا ذلكَ)، وما ذكرهُ السائل خطأ، أنهُ يترك صلوات متعددة بحجة أنه ينام، لا يجعل النوم مانع لهُ من الصلاة، بل يحسب لصلاة حسابها، ويعزم على الاستيقاظ لها، أما أنهُ يتساهل وينام وتمر عليه صلوات كثيرة، كما ذكر ثم يقضيها بعد ذلك فهذا من المضيعين للصلاة، قد قال الله جلا وعلا: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)، والسهو عن الصلاة هو أخارجها عن وقتها من غير عذر شرعي، وكذلك من إضاعة الصلاة ترك الجماعة وهو يقدر على صلاة الجماعة، قد قال النبي صلى الله عليه وسلم :(مَن سَمِعَ النداءَ فلم يأتِه ؛ فلا صلاةَ له إلا مِن عُذر)، فالصلاة هي عمود الإسلام، إذا ضيعها فهو لما سواها أضيع، المسلم إذا أهتم بصلاتهِ حسب لها حسبها، لأنها هي عمود الإسلام، فلا دين له إلا بالصلاة، كما أنه لا يقوم البيت إلا على عمود، فماذا يبقى عند الإنسان إذا ضيع صلاته، وليس المطلوب أنه يصلي على حسب رغبته، وإنما الواجب أن يصلي كما أمره الله سبحانه وتعالى، والذي يعتاد أنه ينام عن عدة صلوات هذا مضيع ومفرط، إنما العذر في النوم العارض، بعض الأحيان الواجب على المسلم أن يرتب وقتهُ وأعمالهُ مع الصلاة، يترك للصلاة وقتها فيصليها في وقتها ويجعل للأعمال وقتا آخر، (فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ). وإذا سمع النداء، يقبل على الصلاة، ويترك أعمال الدنيا والبيع والشراء، (لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار)، وماذا يبقى عند المسلم إذا كان مضيعا للصلاة لا يبقى عندهُ من دينه شي الواجب التنبه لهذا الأمر والاهتمام بالصلاة وأدائها على الوجه الذي أمر الله به حتى تكون نافعةً له، قال جلا وعلا: (وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ)، قال تعالى :( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ)، وهي ثقيلة على الكسالى، وعلى الذين لا يتصورون مكانة الصلاة، إلا على الخاشعين الذين يخشون الله سبحانه وتعالى، فإنهم يحافظون على صلواتهم.