فتح المجيد شرح كتاب التوحيد 02-01-1435هـ



متن الدرس

قوله: (وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً) قال الحافظ : اقتصر على نفي الإشراك لأنه يستدعي التوحيد بالاقتضاء ، ويستدعى إثبات الرسالة باللزوم ، إذ من كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذب الله، ومن كذب الله فهو مشرك وهو مثل قول القائل : ومن توضأ صحت صلاته ، أي مع سائر الشروط . ا هـ .

قوله : (أفلا أبشر الناس) فيه استحباب بشارة المسلم بما يسره ، وفيه ما كان عليه الصحابة من الاستبشار بمثل هذا . قال المصنف رحمه الله .

قوله (لا تبشرهم فيتكلوا) أي يعتمدوا على ذلك فيتركوا التنافس في الأعمال . وفى رواية : فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً أي تحرجاً من الإثم . قال الوزير أبو المظفر : لم يكن يكتمها إلا عن جاهل يحمله جهله على سوء الأدب بترك الخدمة في الطاعة، فأما الأكياس الذين إذا سمعوا بمثل هذا زادوا في الطاعة ، ورأوا أن زيادة النعم تستدعى زيادة الطاعة ، فلا وجه لكتمانها عنهم.

وفى الباب من الفوائد غير ما تقدم، الحث على إخلاص العبادة لله تعالى وأنها لا تنفع مع الشرك، بل لا تسمى عبادة .

والتنبيه على عظمة حق الوالدين. وتحريم عقوقهما. والتنبيه على عظمة الآيات المحكمات فى سورة الأنعام. وجواز كتمان العلم للمصلحة .

قوله : (أخرجاه) أي البخاري ومسلم.  البخاري رحمه الله هو الإمام محمد ابن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبه الجعفي مولاهم، الحافظ الكبير صاحب الصحيح والتاريخ والأدب المفرد وغير ذلك من مصنفاته . روى عن الإمام أحمد بن حنبل والحميدي وابن المديني وطبقتهم . وروى عنه مسلم والنسائي والترمذي والفربرى رواى الصحيح . ولد سنة أربع وتسعين ومائة ومات سنة ست وخمسين ومائتين .

ومسلم رحمه الله هو ابن حجاج بن مسلم أبو الحسين القشيرى النيسابورى صاحب الصحيح والعلل والوجدان وغير ذلك روى عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبى خيثمة وابن أبى شيبة وطبقتهم . وروى عن البخاري . وروى عنه الترمذي وإبراهيم بن محمد بن سفيان راوى الصحيح وغيرهما . ولد سنة أربع ومائتين . ومات سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور رحمهما الله تعالى.

فِيْهِ مَسَائِلُ:

1ـ الْحِكْمَةُ فِي خَلْقِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ.

2ـ أَنَّ الْعِبَادَةَ هِيَ التَّوْحِيدُ, لِأَنَّ الْخُصُومَةَ فِيْهِ.

3ـ أَنَّ مَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِ لَمْ يَعْبُدِ اللهَ، فَفِيهِ مَعْنَى قَوْلِهِ: (وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) [الكافرون:3].

4ـ الْحِكْمَةُ فِي إِرْسَالِ اَلرُّسُلِ.

5ـ أَنَّ اَلرِّسَالَةَ عَمَّتْ كُلَّ أُمَّةٍ.

6ـ أَنَّ دِينَ الْأَنْبِيَاءِ وَاحِدٌ.

7ـ الْمَسْأَلَةُ الْكَبِيرَةُ: أَنَّ عِبَادَةَ اَللهِ لَا تَحْصُلُ إِلَّا بِالْكُفْرِ بِالطَّاغُوتِ، فَفِيهِ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) الآية [البقرة:256].

8ـ أَنَّ الطَّاغُوتَ عَامٌّ فِي كُلِّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اَللهِ.

9ـ عِظَمُ شَأْنِ ثَلَاثِ الآيَاتِ الْمُحْكَمَاتِ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ عِنْدَ اَلسَّلَفِ, وَفِيهَا عَشْرُ مَسَائِلَ؛ أَوَّلُهَا اَلنَّهْيُ عَنِ اَلشِّرْكِ.

10ـ الْآيَاتُ اَلْمُحْكَمَاتُ فِي سُورَةِ الْإِسْرَاءِ، وَفِيهَا ثَمَانِيةَ عَشَرَ مَسْأَلَةً, بَدَأَهَا اَللهُ بِقَوْلِهِ: (لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً) [الإسراء:22]، وَخَتَمَهَا بِقَوْلِهِ:  (وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً) [الإسراء:39]، وَنَبَّهَنَا اَللهُ سُبْحَانَهُ عَلَى عِظَمِ شَأْنِ هَذِهِ اَلْمَسَائِلِ بِقَوْلِهِ: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ) [الإسراء:39].

11ـ آيَةُ سُورَةِ اَلنِّسَاءِ اَلَّتِي تُسَمَّى آيَةَ الْحُقُوقِ اَلْعَشَرَةَ، بَدَأَهَا اللهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) [النساء:36].

12ـ التَّنْبِيهُ عَلَى وَصِيَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ.

13ـ مَعْرِفَةُ حَقِّ اللهِ عَلَيْنَا.

14ـ مَعْرِفَةُ حَقِّ اَلْعِبَادِ عَلَيْهِ إِذَا أَدَّوْا حَقَّهُ.

15ـ أَنَّ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ لَا يَعْرِفُهَا أَكْثَرُ اَلصَّحَابَةِ.

16ـ جَوَازُ كِتْمَانِ اَلْعِلْمِ لِلْمَصْلَحَةِ.

17ـ اسْتِحْبَابُ بِشَارَةِ الْمُسْلِمِ بِمَا يَسُرُّهُ.

18ـ الْخَوْفُ مِنَ الِاتِّكَالِ عَلَى سَعَةِ رَحْمَةِ اَللهِ.

19ـ قَوْلُ اَلْمَسْؤُوْلِ عَمَّا لَا يَعْلَمُ: "اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ".

20ـ جَوَازُ تَخْصِيصِ بَعْضِ النَّاسِ بِالْعِلْمِ دُونَ بَعْضٍ.

21ـ تَوَاضُعُهُ صلى الله عليه وسلم؛ لِرُكُوبِهِ اَلْحِمَارَ مَعَ اَلْإِرْدَافِ عَلَيْهِ.

22ـ جَوَازُ اَلْإِرْدَافِ عَلَى اَلدَّابَّةِ.

23ـ فَضِيلَةُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ.

24ـ عِظَمُ شَأْنِ هَذِهِ اَلْمَسْأَلَةِ.

***