آداب طالب العلم


 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد إنه ليسرني كثيرا هذا اللقاء المبارك مع أخواني وأحبابي في هذا المعهد من مديرين ومن هيئة تدريس ومن طلاب فأسأل الله لي ولهم ولجميع المسلمين التوفيق للسير على الطريق الصحيح الموصل إليه علمًا وعملا وتعليما وقدوة ثم أقول إن هذا المعهد ولله الحمد منذ تأسس وهو في كل سنة يؤتي ثماره (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا)، وهذا والحمد لله ينطبق على هذا المعهد وأراه الآن والحمد لله أكثر انتاجًا وأكثر استعدادا مما يدل ويبشر بالخير ولا شك أن هذه الجامعة المباركة بجميع أقسامها كلها خير وبركة على هذه البلاد وعلى العالم الإسلامي وهذا من نعمة الله على عباده ومن حفظ هذه الشريعة المطهرة كما قال جل وعلا: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، فهذه الجامعة بجميع أقسامها هي القلعة الحصينة بإذن الله لهذا الدين وهذا المعهد له جهوده وله آثاره وله ثمراته، وأما الموضوع فهو آداب طالب العلم، لا شك أن طلب العلم هو الأساس للقول والعمل (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)، فبدأ بالعلم قبل القول والعمل كما قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه وفضل طلب العلم جاء في القرآن والسنة الكثير من الأدلة عليه منها ما سمعتم من معالي المدير مثل قوله سبحانه وتعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)، ما كل الناس يتيسر لهم طلب العلم ولكن من كل فرقة من كل قبيلة من كل بلد من كل أسرة طائفة والطائفة تطلق على القليل وعلى الكثير لأي شيء (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ)، وهو طلب العلم ليس حفظ فقط، الحفظ وسيلة فقط، لكن الفقه في الدين وكم من حامل علم لا يفقه ولا فالمدار على الفقه والفهم في دين الله عز وجل، (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ)، ثم بعد ما يتفقهون في الدين، يرجعون إلى قومهم وبلادهم وقبائلهم وأسرهم وينذرونهم يعني يعلمونهم مما علمهم الله وينشرون العلم فيهم، فبهذا ينتشر الإسلام في المشارق والمغارب طريقة سهلة ميسرة فيها خير كثير، (وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِم)، أهم ما عليك قومك تبدأ بهم (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)، تبدأ بهم ثم يتمدد الخير منهم إلى غيرهم وهكذا، (وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، يعني اتبع خطة من خطط طلب العلم يسير عليها هذا طريق يسلكه طالب العلم، ما هو طالب العلم يأخذ كتاب ولا يأخذ القرآن ويجلس في بيته ويقرأ، لا، لازم يذهب يسافر لطلب العلم لازم يلتقي بالعلماء لازم يدخل في دور التعليم، وهذا يحتاج إلى جهد ويحتاج إلى صبر ويحتاج إلى معاناة فطلب العلم لا بد فيه من بذل للوقت وللراحة ولجميع ما يتطلبه ذلك، (نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ)، نفروا أي رحلوا بعيدا أو قريبا، ما هو يأخذ كتاب يحفظه ولا يقرأه في بيته لا، هذا ما هو بطلب علم، ربما يكون هذا ضرر أيضا، أنه يفهم غير المقصود وغير المطلوب فلا بد أنه ينفر لطلب العلم، أينما وجده ولو كان بعيدا يذهب إليه من سلك طريقا ، هذا مثل قوله تعالى: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ)، هذا طريق يلتمس فيه علما هذا القصد أنه يلتمس العلم يذهب إليه ويتلقاه من أهله، العلم بالتلقي والكتب هذه إنما هي أدوات وأما تلقي العلم فليس من الكتب وإنما من العلماء يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، فهو يسير في طلب العلم وهو يسير إلى الجنة إذا صلحت نيته وسلم قصده وتوجهه فإنه يذهب إلى الجنة، ما هو يذهب إلى طمع آخر بل هو يذهب إلى الجنة، وإذا جاءه شيء من أمور الدنيا فهو من الإعانة من الله عز وجل له لكن لا يكون هو المقصود إنما يكون يستعين به على طلب العلم وأما آداب طالب العلم، فأولها وأساسها النية، قال صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ، الله يعامله على حسب قصده فالله لا يخفى عليه شيء يعلم ما في الصدور، يعلم النيات والمقاصد فيعامل كل بحسب قصده وهذا مما يؤكد على طالب العلم أن يخلص نيته لله فيطلب العلم لله لا لأي شيء آخر، وإذا طلب العلم لله يسر الله له وأعانه ووفقه وإنما لكل امرئ ما نوى ، فيخلص النية لله عز وجل ليكون في عبادة طلب العلم عبادة فهو في عبادة يخرج من بيته لطلب العلم إلى أن يرجع إليه وهو في عبادة وطلب العلم أفضل من نوافل العبادات أفضل من قيام الليل ومن صيام النهار أفضل لأن نفعه يتعدى وأما العبادة نفعها يقتصر على صاحبها هي فيها نفع لكن لا يتعدى إلى غير صاحبه طلب العلم أفضل من نوافل العبادة وهو بعد الجهاد في سبيل الله بل هو نوع من الجهاد في سبيل الله والجهاد في سبيل الله يقوم على العلم لا بد من العلم فيخلص النية لله عز وجل هذا أول شيء، ثانيا على طالب العلم أن يتدرج في طلب العلم لا يأخذ العلم دفعة واحدة أو يأخذه من فروعه لا، يأخذه من مباديه وأصوله وأبوابه فيتدرج شيئا فشيئا أما من يذهب إلى فروع العلم وإلى الأقوال وإلى الكتب المطولة وإلى الموسوعات ويقرأ فيها ويقول أنا أطلب العلم هذا ضياع ما هو طلب علم هذا تشتيت للذهن، فلا بد أنه يبدأ من الألف باء.. من أول خطوة لطلب العلم تتلوها الخطوات والمراحل الدراسية ولهذا في كل جامعات العالم تكون مراحل دراسية لأن العلم لا يؤخذ دفعة واحدة فعلى طالب العلم أنه يتدرج في طلب العلم وعلى المعلم أن يتدرج بطلابه كذلك شيئا فشيئا ولذلك ألف العلماء المتون والمختصرات ليبدأ بها الطلاب على مشائخهم شيئا فشيئا (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)، ربانيين تربون الطلاب على طلب العلم شيئا فشيئا قالوا فالرباني هو الذي يربي على صغار العلم قبل كباره يربي الطلبة على صغار مسائل العلم قبل كباره فيتدرج بهم شيئا فشيئا والعلم بعضه ينبني على بعض مثل البنيان ينبني بعضه على بعض على الأساس ثم على ما فوق الأساس شيئا فشيئا إلى أن يصل إلى أدوار كثيرة فهكذا طلب العلم يتكون شيئا فشيئا فعلى طالب العلم أن يتدرج وهذا تدرج يحتاج إلى صبر فبعض الناس يصير عالم بيوم واحد أو شهر أو سنة، العلم مانت واصل نهايته لو أفنيت عمرك وأعمار مع عمرك ما تصل (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)، فتحتاج إلى صبر ومعاناة وعدم استعجال واللي ما معه صبر ما يستطيع المضيء فيصبر على طلب العلم تحتاج إلى وقت طويل مع طلب العلم فمن آداب طالب العلم ألا يستعجل، ويقول أنا بختصر المراحل وأنتهي بسرعة لا هذا يختصر له العلم كما اختصر هو ولا يحصل من العلم شيء وهذا يكون كما قال الشاعر

دخلت فيها جاهلا متواضعا – يعني الجامعة -              وخرجت منها جاهلا مغرورا

لأنه يبي يطوي العلم مدة يسيرة والعلم ما يطيع لازم يأخذ مجراه شيئا فشيئا فهذا يحتاج إلى صبر، يحتاج إلى حفظ الوقت، يخلي كل غالب وقته إلا وقت الراحة وقت الأكل ووقت الفرائض الصلوات الفرائض يخليه لها لما أعد أو لما أعد فيها يخليه لما أعد له والباقي يصرفه في طلب العلم من ليله ونهاره ما زاد عن أداءه الفرائض وما زاد عن وقت أكله وراحته ونومه يصرفه في طلب العلم، ما يصرفه في الشوارع والنزهات ومع الأصحاب والرحلات لا، يصرفه في طلب العلم أثمن شيء عنده طلب العلم يصرف وقته فيه، وهو في راحة ولذة أحسن من الرحلات وأحسن النزهات وأحسن من كل شيء، هو في جنة إذا أقبل على طلب العلم فهكذا يحفظ الوقت ويحذر من ما جد الآن من الملهيات والمغريات والانترنت والكمبيوترات والمواقع وما أدري كيف، بل يقبل على طلب العلم ويكون مع العلم لا مع غيره وكما يقولون: العلم إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه.

إذا أعطيت العلم كلك، أعطاك بعضه، أما إذا تبي تجمع هذا وهذا فالذهاب إلى الأسواق هذا يضيع عليك ما عندك من العلم يمسح ما عندك من العلم ولا ينمو عندك العلم كذلك من آداب طالب العلم أن يرى أنه دائما بحاجة إلى العلم ولا يرى بأنه بلغ مرتبة تكفيه، منهومان لا يشبعان طالب العلم وطالب الدنيا ، فلا ترى أنك وصلت إلى النهاية بل تعتبر نفسك أنك في أول الطريق (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)، والله جل وعلا قال لنبيه مع أنه علمه سبحانه وتعالى (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ)، ومع هذا يقول له: (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)، كليم الله موسى عليه السلام لما بلغه أن هناك في الأرض من عنده علم ليس عند موسى ذهب إليه، (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) سنين راح سافر حتى لقي هذا العبد الصالح وحصل له ما ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن فإذا كان كليم الله يرحل في طلب العلم ويروح إلى تلقي العلم عما عنده عليم ليس عند موسى فكيف الإنسان أنا ماني بحاجة إلى أنا انتهيت أنا معي شهادة دكتوراه أو شهادة عالية ما بعد الشهادة العالية شيء!! إلا بعدها أشياء، الشهادة العالية ذي مفتاح فقط مفتاح للعلم إن كان هي صحيحة بعد ما هي بمزيفة فهي مفتاح لطلب العلم، فلا يقول طالب العلم أو يعجب بنفسه وبكثرة علمه هو يحتاج إلى العلم دايما وأبدا (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)، كذلك من آداب طالب العلم التواضع، كل ما زاد علمه زاد تواضعه خشيته لله جل وعلا (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، ما يكون عنده كبر وترفع يكون عنده تواضع العلم يزيده تواضع وخشية لله عز وجل وتواضع للخلق هكذا يكون طالب العلم وكذلك الأهم من هذا كله العمل، العمل بالعلم، لأن العلم وسيلة للعمل، ليس العلم هو الغاية بل هو الوسيلة فالعمل العمل بالعلم اللي هو الثمرة والعلم الذي ليس معه عمل كالشجر الذي بلا ثمر بل هو حجة على صاحبه يوم القيامة ويحمله ويتحمل ولا يزيده ولا ينتفع منه (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، هذا في اليهود المغضوب عليهم أنهم تحملوا العلم ولم يعملوا به كما أن العمل ما يصلح بدون علم لا بد من العلم والعمل، فالعمل بدون علم ضلال ولهذا في آخر الفاتحة التي نقرأها في كل ركعة من صلاتنا يقول الله جل وعلا: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)، منهم؟! هم الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح، هؤلاء هم الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)، منهم؟! هم الذين حملوا العلم وعطلوا العمل، يعني منهم اليهود وليس هذا خاصا باليهود بل كل من اتصف بهذه الصفحة لم يعمل بعلمه فهو من المغضوب عليهم لأنه عصا الله على علم فهو أشد من الجاهل الذي عصى الله وهو جاهل ولذلك صار مغضوبا عليهم من الله سبحانه وتعالى (وَلا الضَّالِّينَ)، هم الذين ليس عندهم علم يعبدون الله على جهل كالمبتدعة وأهل الضلال من النصارى وغيرهم الذين يعبدون الله بجهل وابتداع (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا)، هؤلاء ضالون ضائعون الضلال هو الضياع ضائعون يسرون على غير طريق فيجب على طالب العلم أن يعمل بما علمه الله كذلك يجب على طالب العلم أن يدعوا إلى الله وأن يعلم ما معه من العلم ينشره للناس ولا يختزنه ولا يكتمه (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ* إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، فلا يخزن العلم في صدره ويكتمه بل ينشره في الناس، العلم ليس لك، العلم لك ولغيرك، أنت إنما متحمل له لتبلغه لغيرك فلا تخزنه وتسكت عليه تترك الناس في ضلالهم وفي جهلهم هذا حرام عليك، ولهذا في سورة العصر يقول الله جل وعلا: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، فكل إنسان فهو خاسر سواء كان ملكًا أو صعلوكًا أو غنيًا أو فقيرًا أو ذكرًا أو أنثى أو عربيًا أو أعجميًا خاسر إلا من اتصف بأربع صفات، (الَّذِينَ آمَنُوا) هذه واحدة والإيمان لا يكون إلا بالعلم بالنافع والثانية (عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) لأن العلم لا ينفع بدون عمل الصفة الثالثة (تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)، ما يكتم الحق بل يوصي به وينشره بالناس ويدعوا إليه الرابعة (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، الصبر على الأذى فيه لأن الذي يدعوا الناس يأمرهم وينهاهم ينال منهم أذى وصعوبة فيصبر كذلك من الصبر أن تصبر على طول العمل ولا تقف في أول الطريق ولا تصبر على التعب، لا، تصبر على التعب وعلى تصبر على الناس تصبر على ما أصابك فهذه مهمة طالب العلم في هذه الحياة وأنتم والحمد لله جئتم لتحمل هذه المسؤولية لتستعدوا لتحملها واستعينوا بالله واصبروا وواصلوا طلب العلم في المعهد العالي وفي غيره، بكل حياتك الإنسان طالب علم إلى أن يودع باللحد وهو يطلب العلم لأن العلم ليس له نهاية وكل ما زاد العلم عن العمل زادت السعادة والخير نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا وجنبنا ما يضرنا وتب علينا فيما قصرنا وأهملنا إنك أنت التواب الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.