الآية الكريمة: (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّا)


السؤال
السؤال: نبدأ يا شيخ بتفسير الآية في سُورة مريم في قول الْحَقِّ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-أَعُوذُّ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّا) ؟
الاحابة
الجواب: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِالْحَمْدُ للهِ رِبِّ الْعَالَمِين وَصَلّىَ اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ. قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) فيه دليلٌ على أن من طلب الْحَقّ وَرَغِبَ فيه وأقبل عليهِ أن الله يهديهِ ويوفقهُ ويجعل البركة في علمهِ، وأما من أعرض عن الْحَقّ فإن الله -جَلَ وَعَلَا- يَحْرمُهُ، يَحْرِمُهُ من معرفة الحقِّ وقبولهِ وحتى لو عرفهُ يحرمهُ مِنْ قَبُولهِ ففيهِ وجوب إخلاص النية لطالب العلم، وأن يكون قصدهُ ومرادهُ وجه الله في طلب العلم وأن يقصد أيضًا بالعلم العمل به ﻻمجرد العلم بدون عمل؛ فإن هذا إِنَمَا هو حجةٌ على صحابهِ يوم القيامة فهذهِ الآية فيها أَنَّ الجزاء من جنس العمل فالذي اهتدى وأنقاد للحق وقَبِلَهُ وَرَغَبَ فِيهِ يزيدهُ الله علمًا ومعرفةً وبصيرةً في دينهِ ففيهِ وجوب الإخلاص على طلبة العلم في طلبهم للعلم وأن يريدوا به وجه الله والعمل بهِ والاهتداء بهُداهُ وﻻ يكون قصدهُم الرياء والسُمعة وحب الظهور أو طلب الدنيا وهذا في العلم الشرعي، أما العلم الدنيوي وعلم الصناعات والهندسة وما أشبه ذلك فهذا أنه يُرَادُهُ هو يُرَادُهُ للدنيا ولطلب الدنيا ولكن العلم الشرعي هو الذي يُرَادُ بِهِ وجه