تفسير الآية سورة الاعلى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى* بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى* إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)


السؤال
بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم
الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى قَائِد الغُرِّ المُحَجَّلِين نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ أجْمَعين..

اللهُم عَلِمْنَا مَا يَنْفَعَنَا وانْفَعْنَا بِمَا عَلَمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا يَا كَرِيم، نُرحب بالإخوة والأخوات أجمل ترحيب مع هذا اللقاء الطيب المُبارك والذي يجمعنا بفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء أهلًا ومرحبًا بالشيخ صالح مع الإخوةِ والأخوات .

الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم

السؤال: نبدأ هذا اللقاء بِتفسير هذه الآية الكريمة في قولهِ -تَبارك وتَعالى-: أعُوذُ بِاللَهِ مِنْ الَّشَيْطَان الَّرَجيِم في سُورة الأعلى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى* بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى* إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) .
الاحابة
الجواب: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيمالحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين وَصَلَّى اللَهُ وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين..في هذه السُورةِ الكريمة سُورة الأعلى يقُول الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- في آخِرِها (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) قال العُلماء: (أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) أي دَفَعَ صدقة الفِطر (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) أي صَلى صَلاة الْعِيد، ثُم قال –جَلَّ وَعَلَا – (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) هذا إخبارٌ عن الله أن بَنِي آدم يُؤثرون الحياة الدُنيا على الآخرة مع أن الحياة الدُنيا زائلة والآخرة خيرٌ وأبقى لهُم وهذا من العجائب ثم قال –جَلَّ وَعَلَا –: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) إن هذا المذكور في السورة من هذه الأمور العظيمة (لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى) يعني القديمة؛ التي أنزلها الله على إبراهيم الخليل -عَلَيْهِ الَّصَلاةِ وَالَّسَلام- والتي أنزلها الله على كلِيمهِ ونبيهِ مُوسَى بن عِمْرَان -عَلَيْهِ الَّصَلاةِ وَالَّسَلام- فهذه السورة سُورةٌ عظيمة وفيها أُصولٌ عظيمة لمن تدبرها وعمل بِها ولهذا شرعَ اللهُ قراءتها مع سُورة الغاشية في صلاة الجُمعة شرع الله قِرَاءة (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) و(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) في صلاة الجُمعة لأن في هاتين السورتين تذكيرًا للناس، وتنبيهًا للناس على ما أمامهم من الحِسابِ والجزاءِ والبعثِ والنُشور، ليستعدوا لذلك ولا يَنْسَاقوا مع الحياة الدُنيا وإنما ينتبهُون لآخرتهم ويستعدون لما أمامهم من الدار الباقية وعدم الانشغال بالدار الفانية وهذا مِن فضل الله علينا وعلى الناس أن الله يُنبِهُنا بما فيهِ خيرنا وصلاحنا وينهانا عما يضرنا هذا من رحمتهِ بنا وإحسانه إلينا فلهُ الحمد والمِنة وَصَلَّى الله وَسَلَمَ عَلَى نَبِينَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين .