تفسير هذه الآية الكريمة من سورة الفرقان(تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً* وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً)


السؤال
الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.قوله - تَعَالَى - : (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً)، تبارك: البركة هى ثبوت الخير ودوامه، وهذا اللفظ {تَبَارَكَ}لا يقال إلا في حقِ اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - فلا يقال تبارك فلانٌ أو علان إنما هذا خاصٌ بالله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى –، أما أن يقال مبارك فلانٌ مبارك، بارك الله فيك أو ما أشبه ذلك فلا مانع، لكن هذه اللفظة {تَبَارَكَ}لا تقال إلاَّ في حق اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ) (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) ( تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ) هذا لا يقال إلا في حقِ اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - . (جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً) البروج هى: منازل الشمس الأثنتا عشرة، منازل الشمس التي تنزل فيها وتتنقل فيها طول السنة، الأثنى عشرةً برجًا؛ وقيل هى أثنتا عشرة برجًا، وقيل البروج هى النجوم من التبرج وهو الزينة (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) البروج هى منازل الشمس خاصة، وقيل هى جميع البروج سُّميت بروجًا من التبرج وهو الحسن والجمال، (جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً) (وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً) وهى الشمس، الشمس سراج الكون، (وَقَمَراً مُنِيراً) القمر نور (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ) القمر نور، أما الشمس فإنها سراج (سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً) .(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً) يعني يخلِفُ بعضهما بعضا، ويتعاقبان مدى الزمان، (لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّر) لمن أراد أن يتذكر عظمة الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - . (أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) يشكر الله على هذه النعمة العظيمة ويتدبر هذا الكون الدالَّ على عظمة الله، وقدرته واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له .