الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ


السؤال
هذا السائل يقول في الحديث يا الشيخ،(الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)، ماذا نستفيد، من هذا الحديث و ما هي أبرز الوقفات في هذا مأجورين؟
الاحابة
الجواب:بسم اللهالرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين معنى الحديث، أن من خصال الإسلام و كمال الإسلام أن يسلم المسلمون من لسان المسلم، فلا يغتابهم، ولا يحرش بينهم بالنميمة، ويحرض بعضهم على بعض، بما يغضي صدورهم، فاللسان خطير و ربما أن النمام يشعل الحرب، بين المسلمين بسبب كلامه، تحرشهِ وأيضا لو ما أقام الحرب بينهم فإنهُ يفرقوا بينهم، فلا يجدوا بعضهم لبعض، حبة لأخيه المسلم بسبب النميمة والتحريش، ولهذا قال الله جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)،هذا اللسان خطرهُ على الإنسان وخطره على الناس، ولا يسلم الإنسان من آفات اللسان، إلا إذا كفى لسانهُ، أقتصر على الكلام المفيد والكلام الذي  بقدر الحاجة، ولهذا ورد في الحديث: ( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ)، يعني إذا حفظ لسانه، وحفظ فرجه، فأن الرسول صلى الله عليه وسلم يضمن لهُ الجنة و لما قال معاذ بن جبل للرسول صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله وان لمن لمأخذون لما نتكلم به، وقال ثكلتك أمك، يا معاذ وهل يكب الناس، على وجوههم، أو قال على منخارهم في النار، إلا حصائد اللسنتهمم، إذا سلم المسلمون من لسانك، فأنهم يأمنون من منك، وأنت تسلم من شر اللسان، وهذا من أعظم خصال المسلم، الذي يسالم أخوانهم ولا يضرهم بكلامه و لسانه ويده،  يعني سيسلم المسلمون من يده، فلا يأخذ أموالهم بسرقةً أو بغصبً أو بنهبً أو غير ذلك، مجاهرهً أو خفيةً ولا يتعدى عليهم بالضرب في أبدانهم بغير حق، ومن باب أولى لا يتعدى عليهم بالقتل هذا أعظم، (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما) وقوله صلى الله عليه وسلم (المسلم) يعني كامل الإسلام والذي تكون أفعاله وأقواله، بموجب الإسلام ولا يخالف الإسلام في قوله و عمله.