لقاء مفتوح بالطائف 15-08-1435هـ


مكانة القرآن العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين.

استمعنا في هذة الخطبة إلى مكانة القرآن العظيم في هذة الأمة وأن الله أنزله هداية لها إلى كل خير,فهذا الكتاب العظيم الذي ما أنزل الله مثله من الكتب وهو مهيمن على ما قبله من الكتب حاكم عليها مشتملٌ على ما فيها من الخير لأنه كتاب عام لجميع الخلق منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة أما الكتب السابقة فهي عظيمة وهي من الله ولكن كل كتاب مخصوصة بالأمة التي بُعث إليها ذلك الرسول ليس منهم واحد رسالته عامة إلى البشرية إلا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم,ولذلك كان كتابه كتابا عاما لجميع الخلق إلى ان تقوم الساعة وكان وافيا لمصالحهم وهدايتهم إذا هم عملوا به و تمسكوا به في جميع شؤونهم ,في عقيدتهم وعبادتهم في معاملاتهم وخلافاتهم ونزاعاتهم وأخلاقهم في جميع شؤونهم,والله وكل بيانه إلى هذا الرسول صلى الله عليه وسلم فسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي أحاديثة التي صحت عنه هي مفسرة للقرءان ومبينة للقرءان قال الله جل وعلا(وما ينطق عن الهوى[3] إن هو إلا وحيٌ يُوحى[4] )سورة النجم وقال صلى الله عليه وسلم (ألا إني أوتيت القرءان ومثله معه)فالسنة مفسرة للقرءان ومبينة للقرءان وقد أتم الله النعمة على هذة الأمة بهذا القرءان وبهذة السنة العظيمة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم(إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي).

والله جل وعلا جعل هذا القرءان حاكما بين الناس(وأن احكم بينهم بما أنزل الله)بما أنزل الله الكتاب والسنة.ولا يُحكم بغير ماأنزل الله من لم يحكم بما أنزل الله(فأولائك هم الكافرون)(فأولائك هم الظالمون)(فأولائك هم الفاسقون),فالله جل وعلا جعل هذا الكتاب وهذة السنة حاكمَين على الناس فيما اختلفوا فيه (إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم)هذة شهادة من الله,يهدي يعني يدل للتي هي أقوم للأمور,التي هي أصلح وأهدى وهذة هداية عامة أذا تمسك الناس بها وعملوا بها,وأما أذا حكموا بغير ما أنزل الله فإن الفشل يكون محققا لهم والعقوبة حاقةٌ عليهم,قال صلى الله عليه وسلم(وما لم يُحكم
أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)فإذا لم لم يحكموا بهذا القرءان أن يجعل الله بأسهم بينهم فيُسلط بعضهم على بعض

قال- صلى الله عليه وسلم - : ((  وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ))

  فإذا لم يحكموا بهذا القرآن فإن الله يجعل بأسهم بينهم فيسلطوا بعضهم على بعض { نسأل الله العافية }

فهذا القرآن هو الطريق الصحيح الموصل إلى الله - سبحانه وتعالى - ، وهو الهادي إلى الصراط المستقيم وهو الطريق إلى الجنة وهو حبل الله المتين والذكر الحكيم.

من تمسك به اهتدى ومن تركه ضل ومن تركه من جبار قصمه الله.

 فهذا واقع الآن واقع الناس واقع الأمة الآن يشهد لهذا فالمسلمون لما تركوا العمل بهذا القرآن أو عملوا ببعضه وتركوا بعضه هلكوا وضلوا وضاعوا وجعل الله بأسهم بينهم لأنهم تركوا الطريق الصحيح قال الله - جل وعلا -
((  فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا )) { طه: أية 123 }

من تبع هداي فالله - جل وعلا - إنما يعطي الهداية لهذا القران لمن اتبعه أما من انتسب إليه ولم يتبعه اتبع الأنظمه البشرية والقوانين الوضعية فهذا يسير في طريق الضلالة والهلاك لأنه ترك الطريق الحق فلا صلاح ولا فلاح ولا نجاح ولا خير إلا في التمسك بهذا القرآن للأمة جميعاً وللأفراد أيضا وكل مسلم يجب عليه أن يحكم هذا القرآن في نفسه وفي تصرفاته وفي جميع أموره يمشي على هذا القرآن لأنه نور لأنه هدى لأنه روح (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِ))

روح لأنه تحيا به القلوب نور يهتدي به الإنسان في طريقه في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة فكيف نلتمس الهداية من غيرهم من الانظمة البشرية والقوانين الوضعية والعادات القبلية وغير ذلك هل هذا الا من الحرمان هل هذا الا من الظلال.

فالذي يريد النجاة في الدنيا والآخرة يتمسك بهذا القرآن يتمسك به من جميع الامور وما هو من بعض الامور ويترك البعض الآخر.

{ يقول نعم أنا آخذ من هذا القرآن وآخذ من غيره ، أنا اتبع الأصلح }

الأصلح هو في القرآن وما عدا القرآن فهو ضلال فساد خسار لا صلاح إلا في هذا القرآن علماً، وعملاً، وقدوتاً، وهادياً إلى الله سبحانه وتعالى ، بين ايدينا نعمة لو تمسكنا بها.

هذا القرآن باقٍ بأيدينا كما أنزله الله على -محمد صلى الله عليه وسلم- لم يغير من حرف ولم تسقط من آية لأن الله تكفل في حفظه قال الله - جل وعلا - (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ)) يعني القرآن (( لَحَافِظُونَ)) فلذلك القرآن بين أيدينا كما أُنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - فالذي يريد النجاة هذا طريقها وهذا كتابها والذي يريد الهلاك يذهب مع الضلال ومع الكفار ولن يغنوا عنه شيئا لا في الدنيا ولا في الأخرة ها هم المسلمون تعلقوا بالكفار.

 ماذا كانت حالتهم الآن ؟

 التمزيق ، والتشريد ، والتقتيل ، والتفريق بين المسلمين.

هل الكفار اغنوا عنهم شيئا ؟
والله ما زادوهم إلا هلاكًا ووبالا .
{ اسأل الله العافية }

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله واصحابه أجمعين.

الأسئلة

أحسن الله إليكم معالي الشيخ وبارك فيكم ونفع بعلمكم, ونستأذن معاليكم بطرح بعض الأسئلة:

السؤال :هذا سائل يقول: هل من كلمة توجهونها حفظكم الله للمسلمين حول استقبال رمضان المبارك لاسيما مع كثرة مايقدم للمسلمين من مسلسلات وتمثيليات تشغل الأمة بل تفسد أخلاقهم ودينهم؟

الجواب: نعم, الواجب على المسلمين أن يستقبلوا هذا الشهر بالفرح والسرور والشكر للرب سبحانه الذي بلغهم إياه ومكنهم منه. وأن يحترموا هذا الشهر لأنه شهر الطاعات والعبادات وتلاوة القرآن. ولا يدخلوا فيه شيئا مما يصرف الناس عن فضائله من المسلسلات والهزليات والمضحكات لأن جند الشيطان إذا أقبل رمضان صاروا يعدون البرامج, يعدون الأشياء التي تصرف المسلمين عن هذا الشهر إلى اللهو واللعب والضحك والغفلة وغير ذلك. فعليكم أن تحذروا من هذه البرامج وهذه المسلسلات إلا ما كان منها نافعا ومفيدا ومذكرا بالله عز وجل, نعم.

السؤال :أثابكم الله يقول : هل ورد شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل ليلة الخامس عشر من شعبان؟

الجواب : أبداً. ليلة الخامس عشر من شعبان ويوم الخامس عشر من شعبان لم يثبت فيهما حديث واحد. فهما كسائر الليالي والأيام, نعم.

السؤال: أحسن الله إليكم ,يقول: هل يجوز صيام بعد الخامس عشر من شعبان إلى نهاية الشهر؟

الجواب : في الحديث ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) * فالذي يريد الخير يريد الصيام يبدأ قبل النصف , وإذا أتى عليه النصف ,لا بأس أنه يستمر في الصيام. وأما من لم يصم إلا بعد النصف فهذا فيه الحديث ينهى عن ذلك,نعم.

السؤال : أثابكم الله يقول السائل: اليوم يوافق الخامس عشر من شعبان وهو من الأيام البيض فهل من أفرده بصيام بقصد أنه من الأيام البيض جاز له ذلك؟

الجواب : ما أفرده بصيام,الأيام البيض هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وهو ما أفرده. صامه تبع للذي قبله: الثالث عشر , والرابع عشر , والخامس عشر,نعم.

السؤال : أحسن الله إليكم : دخلت المسجد بعد أذان الفجر وصليت تحية المسجد ثم صليت راتبة الفجر, فهل عملي هذا صحيح؟

الجواب : تكفي راتبة الفجر إذا صليت ركعتين تنوي بها راتبة الفجر فإنها تكفي عن تحية المسجد,نعم.

السؤال : أحسن الله إليكم: إذا دخل  المسلم المسجد وأراد أن يشرب فهل يشرب واقفا أم يصلي تحية المسجد ثم يشرب؟

الجواب : هذا بالخيار: أما يشرب قبل أن يصلي تحية المسجد, وأما يصلي التحية ثم يشرب .وأما إن شرب جالساً ,فهو أفضل وإن شرب قائما فهو جــائز,نعم.

السؤال: أثابكم الله هل يجوز صرف زكاة الأموال على المساجد.

الجواب : لا , زكاة الأموال خصص الله مصارفها في الآية (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها الى  اخر الآية)60 التوبة,  ثمانية مصارف.وأما المساجد والمدارس والمشاريع الخيرية هذي تمول من التبرعات, من }التبرعات الخيرية{.,نعم.

السؤال: أحسن الله إليكم : ما حكم من لديه أرض وأعدها للتجارة وهي لم تباع ولها عشر سنوات , هل يزكيها كل سنة أو يزكيها عند بيعها ؟

الجواب: مادام أنه نواها للبيع ومرت عليها سنوات ولم يتنازل عن بيعها , فإنها تجب فيها الزكاة كل سنة, أن يثمنها بما تساوي عند رأس كل سنة ويخرج ربع العشر(ريالان ونصف في المائة) لأنها من عروض التجارة,نعم.

السؤال : أحسن الله إليكم يقول السائل :هل تجمع صلاة العصر بعد صلاة الجمعة؟

الجواب : لا, هذا لم يرد لا في الأحاديث ولا عند السلف وليست العصر من جنس الجمعة فلا تجمع معها ,نعم.

السؤال : أحسن الله إليكم يقول : حدث بيني وبين أخي المصري حادث تصادم وتوفي رحمه الله وكان تقرير المرور بنسبة  الخطأ علي صفر في المائة والخطأ عليه مائة بالمائة فهل علي صوم شهرين؟

الجواب :إذا كان عليك إدانة ولو واحد بالمائة فإن عليك الكفارة والدية (عليك الدية والكفارة) ولو كان نسبة الخطأ عليك واحد بالمائة,نعم.

السؤال: أحسن الله إليكم هذا أخر سؤال يقول : كنت مسافرا وحضرت صلاة العشاء مع الجماعة وأنا أريد أن أصلي المغرب والعشاء جمعا وقصرا, أفيدونا كيف أفعل أثابكم الله؟

الجواب: صل المغرب أولا , ثم صلي العشاء بعدها , لابد من الترتيب :صلي المغرب أولا ثم تصلي العشاء.بعدها,فإن دخلت مع الجماعة بنية المغرب ثم إذا قام الإمام للركعة الرابعة تجلس تأتي بالتشهد الأخير وتسلم, ثم تقوم وتأتي بصلاة العشاء بعد ما يسلم الإمام فلا بأس بذلك,نعم.

أحسن الله إليكم وبارك فيكم وصل الله على سيدنا محمد وآله..