لقاء مفتوح بالطائف 08-08-1435هـ


 بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ تَسْلِيماً كَثِيراً، استمعنا في هذه الخُطبة المُبارَكة إلى أنَّ اللهَ سُبحانهُ وتعالى- يَبتلي عِبادَهُ بالخَيرِ وَالشَرّ{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ} [الأنبياء 35 ]  يعني إختبار{ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}واللهُ سُبحانهُ وتعالى لو أنهُ أدامَ النعمةعلى المُسلمين وأدامَ عليهم رَغَدَ العيش وَأَدامَ عليهِم الأمن، لدخَلَ معهم من ليس بِمُسلِم في باطِنِه لكنهُ يكونُ مُسلِمًا في ظاهرِهِ كالمُنافقين وغيرِهِم، فالله- جلَّ وعلا- يَبتلي عِبادَهُ ليَتَمَيَّزمنهم الصادِق الثابِت في إيمانهِ من المُنافِق{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } [العنكبوت 2-3] الله يعلم مِن قَبِل ولكنهُ يُريد أن يُظهر ذلك للناس، لأنَّ الجزاء على العَمَل، على عمل الإنسان، لأن ليس الجزاء على علم الله- سبحانهُ وتعالى- الجزاء على لعمل فالإبتلاء والإمتحان حكمة من الله لا إنهُ يُبغِضُ عبادَهُ المؤمنين، ولا إنهُ يُحبُ الكافرين حينما  يُعطيهم زهرةَ الدُنيا ولكن هذا لجكمةٍ عظيمة وهي أن يتميَّز الصادِق في إيمانهِ من المُزعَزَع، لما حَصَلت غَزوةُ الأحزاب، تَحَزَّب العَرَب على رسول الله- صلى الله عليهِ وسلَمَ- تَحَزَبت واجتمعَت وحاصَرَت المدينة، والمنافقون خانوا من الداخِل واليهود نقضوا العَهد، فتَجَمَعَت على المُسلمين عدة جِهات ، المُنافِقون لما رأوا الأحزاب، قالوا-

{ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب 12 ]

أسأل الله العافية، المُسلِمون  لما رأوا الأحزاب :

{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا } [ الأحزاب 22] عدم جَزَع ، وعدم سَخَط، فَصاروا يَنتَظرونَ الفَرَج، فجاءَ الفَرَج في النهاية، فأرسلَ الله ريحًا حَصَدت الكفار، وأطفأت نيرانَهُم واقتلعَت خيامَهُم وأَلقت الرُعبفي قلوبُهُم فَوَلوا مُدبرين، وانتهت القضية، ظَهَرت النتيجة، وهي إيمان المؤمنين الصادق كَانت العَاقبة لَهم، وظهَرت خِيانة اليَهود وَالمُنافقين فَتَمَيَّزَ المُؤمِن الصادِق من من في المدينة من المهاجرينَ والأَنصار ،وزالَ السراب الذي على المنافقين وأشباهِهم وضعيفيّ الإيمان ، فهذه حكمة الله- جَلَّ وعلا- وقد يُعطي الكُفار من زهرة الدُنيا ليفتِنَهُم وليزيدَ كُفرُهُم { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ }[ آل عمران 178

فليس هذا من صالحهم، هذه الزّهرة التي يُعطَونها ليست من صالحهم وهذا الابتلاء الذي يُصيبُ المسلمين هو من صالحهم والحمدُلله {الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴿٨٣﴾} [القصص:83]، {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} يقول لرسولِهِ –صلّى الله عليه وسلّم- {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا} يعني أشكالًا {مِّنْهُمْ} من الكُفّار {زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴿١٣١﴾} [طه:131]، فالمُسلم ينظُر إلى العاقبة ولا ينظر إلى العاجلة، الكافر بالعكس ينظُر إلى العاجلة وينسى العاقبة، { وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الكافرين الظَّالِمِينَ ﴿١٤٠﴾ وَلِيُمَحِّصَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا} يعني يُطهّرهم من الذّنوب والمعاصي {وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴿١٤١﴾} [آل عمران:140-141]، فإذا كان الغربُ الكافر اليوم يرفُل في القوّة وفي النّعمة وفي زهرة الدُّنيا والمسلمون في حالة الضّعف وحالة، فهذا لا يضرّ المؤمن بل يزيدُهُ إيمانًا وثباتًا وثقةً بالله –سبحانه وتعالى-. {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ}[التوبة:16] {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:142] هذه سُنّة الله –جلّ وعلا- في خلقه، فالمسلم يثبُت على دينه وينتظر العاقبة {الْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ﴿١٣٢﴾} [طه:132] ولا يتزعزع عن إيمانه مهما أصابه، فإنّ ذلك في سبيل الله ولا يَغترّ ويُعجَب بما عليه الكُفّار، فإنّ هذا استدراجٌ لهم وشقاوةٌ لهم، ليس هذا من كرامتهم على الله –سبحانه وتعالى-، (لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا) كما في الحديث (لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تساوي عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى مِنْهَا كَافِرًا شَرْبَةَ مَاءٍ) فهي لا تساوي عند الله شيئًا لأنّها زائلة .. لأنّها زائلة، فهي ليست بشيء، سرابٌ خادع.

أمّا الإيمان .. الإيمان فإنّ الله لا يُعطيه إلّا من يُحبّ كما في الحديث، الله يُعطي الإيمان من يُحبّ ولا يُعطيه من لا يُحبّ، وأمّا الدُّنيا فإنّ الله يُعطيها من لا يُحبّ، فلا نغترّ بما عليه الكُفّار اليوم، ونزهد في ديننا ونظُنّ أنّه هو الذي أخَّرَ المسلمين كما يقول المنافقون، المنافقون في هذا الزّمان أكثر من المنافقين في الزّمان السّابق، يتكلّمون الآن في الجرايد وفي المواقع والإذاعات، يتكلّمون بكلامٍ باطل وغرور وخداع، وأمّا أهل الإيمان فإنّهم يتكلّمون بحقّ ويتكلمون بصدق ويتكلمون بكلامٍ عليه نور وبرهان من الله -سبحانه وتعالى-، يستغفلون المسلمين ويقولون هؤلاء أغرار، هؤلاء مُغَرّرٌ بهم، هؤلاء غرّهم دينهم هذه قالها المنافقون { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ} [الأنفال:49] هذا يوم بدر، يوم ألتقى المسلمون والكُفّار، والكُفّار أقوى وأكثر من المسلمين، قال أعداء الله من المنافقين {غَرَّ هَـٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ} نسألُ الله العافية، هم يقولونها اليوم، منافقوا هذا العصر يقولون: غرّ المسلمين دينهم ، {مَّا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴿١٢﴾} [الأحزاب:12] نسألُ الله العافية والسّلامة وصلّى اللهُ وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أحسن الله إليكم معالي الشيخ وبارك فيكم وفي علمكم ونستأذنكم في طرح بعض الأسئلة
هذا سائل يقول أثابكم الله : هناك من يتخلف عن الصلوات المكتوبةولا يحضر إلا في صلاة الجمعة
 فما توجيه معاليكم ؟

الجواب : إن كان يترك الصلوات المفروضة ولا يصلي إلا  يوم الجمعة فهذا كافر . فهذا كافر
 أما إذا كان ( إنه يصلي ) الجمعة مع الجماعة ويتخلف عن صلاة الجماعة في بقية الصلوات 
لكنه يصليها فهذا منافق . الذي يتخلف عن صلاة الجماعة منافق ، 
وصفه الرسول  _ صلى الله عليه وسلم _ بالنفاق فقال _ عليه الصلاة والسلام _ :( أثقل الصلوات 
على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ولقد رأيتُــنا 
وما يتخلف عنها ( أي صلاة الجماعة ) وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ) . 

أثابكم الله يقول السائل :عندما يتفاخر الرجل بقبيلته على القبائل الأخرى ، فهل هذا من التعاظم
 والتفاخر المنهي عنه ؟؟ 

الجواب : نعم نعم ، لايجوز للإنسان أن يتفاخر على الناس ويتكبر على الناس بنسبه ، ويحط من أنساب 
الناس ، هذه جاهلية ، هذا من أمور الجاهلية ،الطعن في الأنساب هذا من أمور الجاهلية ، 
المسلمون كلهم إخوة ، أصحاب النسب والذين ليس لهم نسب ،{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13
قال النبي  _ صلى الله عليه وسلم _ في خطبة حجة الوداع قال_ عليه الصلاة والسلام _ ليس لأبيض على أسود 
ولا لعربيٍ على عجميٍ إلا بالتقوى ) ليس له فخر إلا بالتقوى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13
 فالفخر ليس بالنسب ، الفخر بتقوى الله _ سبحانه وتعالى

أثابكم الله يقول السائل : رجلٌ توفيت أمه في الشهر السادس واستلم ضمانها في الشهر السابع ،
 فأين يذهب بهذا الضمان ؟؟ 

الجواب : إن كان هذا الضمان واجباً لها قبل وفاتها فهو من التركة ، يذهب إلى الورثة ، أما إن كان 
أخذه بعد وفاتها فهذا ليس لها ينقطع الضمان بوفاتها ، ليس لها هذا

أحسن الله إليكم يقول السائل : أريد إجابةً وافيةً أثابكم الله في حكم نقل الطالبات والمعلمات من مدينةٍ 
لمدينة بأكثر من ثمانين كيلو ذهاباً وإياباً ، وهل هو كسبٌ حلال أم حرام ؟؟ 

الجواب : الرسول  _ صلى الله عليه وسلم _ قال : لايحلُ ، لايحلُ ، انتبهوا لايحلُ لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر 
أن تسافر إلا ومعها ذو محرم ) فلا تسافر المرأة للعمل اليومي إلا ومعها ذو محرم ، وجماعة النساء 
لاتكفي ، كل امرأة لابد لها من محرم ، أو إذا كانت جماعة ولهن محرمٌ واحد فلا بأس  ، لابد من المحرم
فالمؤمنة لاتأخذ الدنيا وتترك ماأمرها الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ به
 
أحسن الله إليكم : هل يصح أن يُـكتب في عقد النكاح أنه في حالة افتراق الزوجين يدفع الزوج مبلغاً مالياً 
قدرهُ أربعون ألف ريال مثلاً ، علماً بأن هذا المبلغ منفصل تماماً عن المهر وليس هو من باب المهر المؤجل
الجواب : هذا شرطٌ باطل ، الرجل له أن يمسك الزوجة إذا صلحت له ، وله أن يفارقها إذا لم تصلح له ، 
ولا يدفع شيئاً على ذلك ، يدفع المهر فقط

أحسن الله إليكم انتشر اليوم في أوساط بعض الشباب لبس بعض الأساور التي تكون من القماش أحيانا وتارة من الحديد فما حكم هذا الفعل وما واجب الأب تجاة هذا التصرف؟]

الأساور من خصائص النساء الذي يلبس الأساور متشبة بالنساء لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء و المتشبهات من النساء بالرجال هذا أقل أحواله اما إن كان يعتقد أن هذة الملبوسات والأساور والخيوط أنها تدفع البلاء أو ترفعه فهذا شرك بالله عز وجل.

أثابكم الله هل هذا القول(علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل)أثر عن عمر رضي الله عنه أو حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم]

هو ثابت سواء أكان أثرا عن عمر أو حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو حجة وهذة امور يحتاجها شباب المسلمين,الرماية و السباحة وركوب الخيل هذة من أمور الجهاد في سبيل الله,قال صلى الله عليه وسلم(لاسبق)أي لا جائزة تؤخذ على المسابقة (إلا في نصل)وهذا هو الرماية(أو خف)وهذا على ركوب الإبل (أو حافر)وهذا على ركوب الخيل,إذا كان القصد من ذلك التدرب على الجهاد,أما إذا كان القصد من ذلك أخذ المال فقط[واللي يركبون الخيل  بزران أو قد يكونوا كفار ليس من أهل الجهاد)فهذا قمارفلا يجوز,هذا من المقامرة على الخيل وهذا لا يجوز.

أحسن الله إليكم في هذة الأيام تكثر المناسبات فهل من نصيحة في أنواع الالبسة النسائية ومالذي يجب على رب الأسرة وخاصة ان بعض هذة المناسبات يوجد فيها نساء يلبسون ألبسة عارية؟]

لا يجوز للمرأة إذا خرجت من بيتها أن تتعطر وأن تتزين بل تلبس لباسا عاديا ساترا ليس فيه زينة ساترا ليس فيه انكشاف لشيئ من جسمها حتى لو ذهبت إلى المسجد قال صلى الله عليه وسلم(لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات)يعني غير متزينات غير متطيبات ما يلفتن النظر بخروجهن .

أثابكم الله هذا آخر سؤال تقول إمرأة تملك شيئا يسيرا من الذهب المحلق تلبسه أحيانا وزوجها عليه ديون فهل يخرجون عليه زكاة وما مقدارها وإن كانت واجبة عليهم فماذا يفعلون فيما لم يخرجوه فيما سبق؟]

المرأة والحمد لله أباح الله لها التزين بالذهب المحلق وغير المحلق والذهب المعلق أباح الله لها (أو من ينشؤا في الحلية )يعني المراة (وهو في الخصام غير مبين) [سورة الزخرف 18]المرأة بحاجة إلى التزين بالذهب وغيره وليس فيه زكاة إذا كان يعد للاستعمال فليس فيه زكاة عند جمهور اهل العلم .