كلمات رمضانية 01-09-1434هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمَّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الحمد لله الذي أهل علينا  شهر رمضان، ونسأله سبحانه أن يتمه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، وأن يوفقنا جميعا فيه لصالح الأعمال، وأن يتقبل منا ما وفقنا له من الأعمال، وأن يعفوا عما قصرنا وأخطاءنا فيه.

 إنه شهر عظيم مبارك كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، كان صلى الله عليه وسلم كما سمعتم كان يخبر أصحابهُ بقدوم رمضان ويقول: أيها الناس: قد أظلكم شهر عظيم ومبارك ، فهو يخبرهم بهذا وهم يعلمون بقدومهِ؛ لكن يخبرهم بهذا ليحثهم على اغتنام هذا الشهر، لأنه غنيمة في حياة المسلم فالذي يمكنهم الله من هذا الشهر ويوفقه للعمل الصالحِ فيه، هذا قد غنم غنيمةً عظيمة لا يمكن أن تكرر عليه.

فالمسلم: ينتهز هذه الفرصة ويبادر بالأعمال الصالحة وهي متنوعة فصيامهُ فريضة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ) يعني: فرض، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقيام ليله نافلة تطوع اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالسلف الصالح، فصومهُ فريضة، وقيام ليله تطوع، ولا يقتصر الإنسان على ذلك؛ بل مجال الخير مفتوح أمامه في تلاوة القرآن الإكثار من تلاوة القرآن في هذا شهر خاصة، التوبة والاستغفار، الذكر، التسبيح والتهليل، يعمر أوقاته بالطاعات بالقوليه أو الفعلية لأنها غنيمةً قد لا تكرر عليه، وإذا وفقهُ الله وأغتنمها فقد حاز على خير كثير، فيغفر له لأن هذا الشهر، شهر مغفرة لمن تاب إلى الله عز وجل فيغفر له، تفتح فيه أبواب الجنان لأهل الأعمال الصالحة، وتغلق فيه أبواب النيران عن أهل الخير وأهل الطاعة ويصفد فيه الشيطان ويغل عن المسلمين، وأما أهل الشقاء وأهل النفاق فإن أبواب النيران مفتوحةً أمامهم دائما، وأبواب الجنان مغلقة عنهم، والشيطان ورائهم يسوقهم، إنما تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران لأهل الأيمان والطاعة والاستقامة يصفد الشيطان عن المسلم، عن المؤمن فهي غنيمةً عظيمة، قد هيأها الله للمسلم مكنه منها.

فعلى المسلم: أن يعظم هذا الشهر، وأن يستقبله بالبُشر والسرور، وأن يستقبله بما يليق به من الإجلال، والإكرام، والاحترام، والتوقير لأن بعض الناس أو كثير من الناس يستوي عندهم رمضان وغيره فهم مقيمون على اللهو واللعب والغفلة والإعراض؛ بل قد يزيد شرهم في رمضان، أهل الفساد وأهل الهوى وأهل الفسوق يزيد شهرهم في رمضان لأن شياطين الإنس والجن يأزونهم، ولذلك تجد أن أهل الفسق يهيئون لرمضان المسلسلات والمضحكات والتمثيليات والمسابقات ليشغلوهم عن هذا الشهر وعن ما فيه من الخير ليشغلوهم بذلك.

فعلى المسلم: أن يحذر من هذه الأمور، وأن يقبل على طاعة ربه، وأن يغتنم هذه الفرصة التي أتاحها الله له، فقد يسعد فيها سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وأمَّا المعرض فهذا باب الخير عنه مسدود لأنه لما أعرض أعرض الله عنه: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ)، الإنسان هو الذي يسبب لنفسه الخير أو الشر.

فعلى المسلم: أن يغتنم هذه الفرصة، وأن يحمد ربه على بلوغها، وأن يستعين به على استغلالها في طاعة الله، وأن يخلص العمل لله عز وجل، ويكثر من الاستغفار، يكثر المسلم من الاستغفار عما مضى وعن تقصيرهِ في الحاضر، يكثر من الاستغفار: (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، يتوب إلى الله من سيئاتهِ وذنوبه، فقد يكون هذا الشهر سبب لخلاصه من الشيطان، ولخلاصه من النار، ولتوبته، ولرجوعه إلى الله، فيكون هذا الشهر سبب خير للمسلم، أمَّا المعرض فهذا لن يستفيد من هذا الشهر إلا زيادة الإثم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

هذا ونسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعاً لصالح القول والعمل واستغلال الأوقات قبل الفوات.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

***