الرد على يمتنع عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ).


السؤال
كيف نرد على من يستدل بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) على جواز ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الاحابة
الجواب:إذا ترك الأمر بالمعروف النهي عن المنكر هل هو مهتدي؟ ما يكون مهتدي إلا من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولهذا يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية تأولنها بغير تأوليها وإن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذون على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم يعني: بني إسرائيل: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ) هذا هو السبب فلابد من الأمر بالمعروف النهي عن المنكر؛ لكن إذا رأيت الناس على ضلال مثل ما يقول بعض الناس كل الناس على هذا وخلنا معهم، أنا مني فرجة، سوف أنطلق مع الناس نقول: لا (عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ) ضلاله عليه وأنت عليك خطأك فلا تغتر بما عليه الناس هذا المقصود من الآية قال صلى الله عليه وسلم عند هذه الآية: إِذَا رَأَيْتَ هَوًى مُتَّبَعًا، وشُحًّا مُطَاعًا وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْىٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ نَفْسِكَ وَدَعِ عنك العامة لا تنجرف مع الناس، هذا معنى الآية أنك ما تنجرف مع الناس إلزم نفسك، وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلابد منه مع الاستطاعة: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَمن لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَمن لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ .