حال الناس قبل الإسلام وبعد بعثة سيد الأنام -صلى الله عليه وسلم-


الخطبةالأولى

 (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا)، وضمن الهداية لمن اتخذه سبيلاً ومنهجاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من توكل عليه كفاه، وجعل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله من اهتدى بهداه فاز وأفلح ونجى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي الفضل والحجا، وسلم تسليماً كثيراً   أما بعد

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتذكروا أن العالم عموماً والعرب خصوصاً، قبل بعثته صلى الله عليه وسلم كانوا في جاهلية جهلاء، وفي ضلالة عمياء، يعبدون الأصنام، والأشجار، والأحجار، والملائكة، والأنبياء، والصالحين دياناتهم متفرقة، وعقائدهم باطلة، ويأكلون الميتات، ويأكلون الربا، ويستحلون الفروج بالزنا والسفاح، غالبُهم كذلك، ويعيشون على السلب والنهب والغارات والثارات، فبعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الظلمات يدعو الناس لإخراجهم من الظلمات إلى النور(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ* اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)، فدعا إلى الله، وصبر وصابر، وأنزل الله عليه الكتاب والحكمة، ولمَّا تكامل هذا الدين أنزل الله جل وعلا (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً)، ثم توفي صلى الله عليه وسلم فقد ترك أُمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسُنتي ، نعم مات الرسول صلى الله عليه وسلم كما يموت غيره من البشر، مات قبله الأنبياء والمرسلون (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْنْ مِتَّ فَهُمْ الْخَالِدُونَ)، (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)، مات الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يمت دينه ولا سُنُته ، ولم يمت أتباعه، بل إنه سيبقى هذا الدين ما بقي الليل والنهار، وسيبقى أتباعه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى ، الحمد لله على نعمة الإسلام، ولكن لما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم بهذا الهدى والنور، وقف الناس أمامه، وانقسموا إلى ثلاثة أقسام: قسمٌ آمنوا به ظاهراً وباطناً وهم المؤمنون الصادقون، وقسمٌ كفروا به ظاهراً وباطناً وهم الكفار والمشركون، وقسمٌ أمنوا به ظاهراً وكفروا به باطناً وهم المنافقون، وذكر الله هذه الأقسام في أول سورة البقرة في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)، أنزل فيهم أربع آيات ثم أنزل في الصنف الثاني: وهم الكفار والمشركون آيتين (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، وأنزل في الصنف الثالث: وهم المنافقون بضع عشرة آية لأنهم أخطر من الكفار والمشركين من قوله تعالى (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) ثم ذكر مراوغاتهم، وذكر خداعهم، وذكر تقلباتهم إلى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ هكذا كان موقف العالم من هذا القرآن، وقد بعث الله هذا الرسول رحمةً للعالمين كما قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، لكن مِن العالمين من قبل هذه الرحمة وانتفع بها، ومنهم من أعرض عنها وحرم نفسه منها، فهذا مما يبين لنا، مما يبين لنا أن هذا الدين محفوظ بحفظ الله جل وعلا لا يتغير مع طول الزمان، ومع كثرة الأعداء لا يتغير ولا يتبدل، لأن الله حفظه بحفظ مصدريه الكتاب والسنة قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ تولى الله حفظه بنفسه، وأما الكتب السابقة فقد وكل الله حفظها إلى الأحبار والرهبان فتلاعبوا بها وحرفوها وغيروها، أمَّا هذا القرآن فالله تكفل بحفظه، ولم يكل حفظه إلى غيره سبحانه وتعالى، ولذلك بقي وسيبقى بإذن الله، سيبقى مصوناً محفوظاً بحفظ الله عز وجل على رغم أنُوف الكافرين والمشركين والمنافقين يُتلى في المساجد، وعلى المنابر، والمحاريب، ويتلى الآن في الإذاعات ووسائل الإعلام يصدح في المشرق والمغرب على رؤوس الأشهاد، هذا القرآن العظيم لتقوم به الحجة على العالم، أمَّا السنة النبوية فقد قال صلى الله عليه وسلم فقد قال الله جل وعلا: (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)، وقال سبحانه (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، وقال تعالى: (قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)، فلا نستغرب اليوم إذا كان الكفار والمنافقون والمستغربون يحاولون اجتثاث هذا الدين، وتفريق المسلمين، لا نستغربُ هذا، فإن الله ذكر عنهم (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا)، هذا دأبُهم مع الإسلام والمسلمين، فلا نستغرب ولكن الله حافظ دينه، مُثبت أوليائه وعباده الصالحون، وقيظ الله لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من جهابذة المحدثين من يحفظها متناً وسنداً ويصونها، ويرد الدخيل والكذب عليها قال صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمداً فليتبؤا مقعده من النار حديث صحيح أخرجه الأئمة، فالله سبحانه قيظ لهذا الحديث وهذه السنة النبوية من العلماء من يهتم بها ويدرسها، ويحفظ مُتونها، وأسانديها من التغير كما حفظ الله القرآن، فبقيا القرآن والسنة  محفوظين بحفظ الله سبحانه وتعالى، لتقوم بهما الحجة على العباد، ولينتفع بهما من يرد الله هدايته إلى يوم المعاد، فالحمد لله على فضله وإحسانه، نعم، الكفار يُريدون أن يُزيحوا هذا الدين وأن يُحلوا محله القوانين، القوانين الكُفرية يُزيله من الحكم فيما بين الناس، ويجعلُ بديله القوانين الشيطانية التي هي من عمل البشر وأهل الأهواء، ولكن الله يأبى ذلك، ويأبى إلا أن يبقى هذا القرآن، ويبقى له أهل يعملون به ويحكمون به، (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، وعد الله لا يتبدل ولا يتغير مهما حاول البشر مهما حاول البشر، فإن (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، نعم، ويُريد الخُرافيون والمبتدعة أن يغيروا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويجعلُ بديلاً عنها البدع والمحدثات والضلالات التي (مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ)، ولكن الله يأبى إلا أن تبقى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم واضحة المعالم بينة الطريق، لا يؤثر فيها كيد الكائدين، ومكر المنافقين والجُهال لا يؤثر فيها ذلك بيضاء نقية، كما قال صلى الله عليه وسلم: تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لتمسك بهذا الدين، والحياة عليه، والموت عليه، وأن يردّ عنا كيد الأعداء والكافرين والمشركين والمنافقين والخرافيين والمبتدعين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلإ الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبُده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تمسك بسنته، وسار على نهجه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرًا   أما بعد

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن من يتمسك بهذا الدين الصحيح، أنه سيلقى من الناس تعباً وعنتاً ومشقة، وسيلقى منهم تضايقاً، ولكن يصبر على ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر: أن الإسلام بدأ غريب وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ، قالوا يا رسول الله: ومن الغرباء، قال: الذي يصلحون إذا فسد الناس وفي رواية: الذين يصلحون ما أفسد الناس هِؤلاء هم الغرباء، ولكن ببقائهم يبقى هذا الدين بإذن الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى ، فلا نستغرب إذا سمعنا، إذا سمعنا من الكفار، ومن المنافقين، ومن المستغربين من ينعق، من ينعق بين المسلمين بالتغير والتبديل، فإنهم يريدون اطفاء هذا الدين، و(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) ولكن الله سبحانه وتعالى سيتم نوره  ولو كرهوا، ولو أبوا، فإن الله سبحانه وتعالى يريدُ لهذا الدين أن يبقى، ويريدُ لمن تمسك به أن يبقى، والله جل وعلا قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).

ثم اعلموا عباد الله، أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، كل بدعة ضلالة.

وعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة ومن شذَّ شذَّ في النار، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبينا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابة أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين عامةً يا رب العالمين، اللهم انصر من نصر هذا الدين، وخذل من خذل هذا الدين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه، وردد كيده في نحره، وكفنا شره، إنك على كل شيء قدير .

(رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لنا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) على الله توكلنا، على الله توكلنا (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا)، وحمنا من كيدهم، ومكرهم، ومن إغرائهم، ومن تهديداتهم، ومن أباطلهم، اللهم احمي بلاد المسلمين، اللهم احمي كلمة الدين، اللهم انصر دينك وكتابك، وسنة نبيك، وعبادك المؤمنين، ربنا أصلح ولاة أمورنا، وحفظهم، وأعانهم، ووفقهم، وجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم أصلح بطانتهم، وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين في كل مكان يا رب العالمين (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) ، فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون .