تذكيرٌ بما يمرُّ به المسلمون في هذه الأيام من وباء "كورونا"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصَّلاةُ والسَّلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

تذكيرٌ بما يمرُّ به المسلمون في هذه الأيام، بل ما يمرُّ به العالم في هذه الأيام، من وباء هذا المرض، أو هذا الفيروس الخفي، المسمَّى بـــــ"كورونا" والذي مات بسببه كثيرٌ من الخلق، ويهدِّدُ البقيَّة من النَّاس، فالواجب على المسلمين خصوصًا وعلى العالم عمومًا الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، لدفع هذا الخطر ورفعه، فإنَّ الله جلَّ وعلا هو الذي أنزله، وهو الذي يقدر على رفعه، ووقاية المسلمين منه، والله- جل وعلا- يقول: )وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا ([الإسراء: 67].

 (قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ). [الأنعام: 63-64]

فلا لجاء ولا ملتجى ولا منجى من هذا الخطر ومن غيره، إلا بالالتجاء إلى الله- جلَّ وعلا، والافتقار بين يديه، وكثرة الدعاء؛ بأن يرفعه الله، وأن يكفي المسلمين شرَّه، بل ويكفي العالم خطره، فإنَّ الله هو الذي أنزله، وهو الذي يقدر على رفعه- سبحانه وتعالى-، وذلك على الله يسيرٌ، ولكن علينا أن نتذكر ضعفنا، ونتذكر حاجتنا إلى الله- سبحانه وتعالى-، وأن نكثر من الدُّعاء والصَّدقات، وفعل الخير، لعل الله- جلَّ وعلا- أن يرفع ما أنزل، فإنه على كلِّ شيءٍ قديرٌ، فالواجب على المسلمين خصوصًا وعلى العالم عمومًا الالتجاء إلى الله لكشف هذا الضُّر، والوقاية من أثره، فإنه هو القادرُ على ذلك، وذلك بكثرة الدُّعاء، وكثرة الإحسان إلى الفقراء والمساكين؛ بالصَّدقات وفعل الخيرات، فإن الله- جلَّ وعلا- قريبٌ مجيبٌ، قال جلَّ وعلا: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). [البقرة: 186]

فيا الله يا ربَّنا يا مولانا نحن عبيدكَ، الفقراءُ إليكَ، الأُسَرَاءُ بين يديك، نسألك أن ترفع هذا الوباء وهذا الخطر عن المسلمين خصوصًا، وعن العالم عمومًا، وأن تبدله باليسر، وبالخير العامِّ والخاصِّ، فإنه لا يغفر الذُّنوب إلا أنت، ولا يقدر على رفع البلاء إلا أنت، أنت ربنا ومولانا أنت حسبنا ونعم الوكيل، اللَّهمَّ ارفع ما أنزلت، اللَّهمَّ ارفع ما أنزلت، اللَّهمَّ ارفع ما أنزلت من هذا الوباء، وأحلَّ محلَّه الفرج واليسر، والخير والعافية للمسلمين خصوصًا وللعالم عمومًا، فإنَّك أنت القادر على ذلك.

 (قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ). [الأنعام: 63-65]،

فالله جلَّ وعلا هو القادر على كلِّ شيء، وهو الذي يبتلي عباده، ولولا رحمته وعفوه وإحسانه لما بقي على وجه الأرض من دابَّةٍ، ولكنَّه-سبحانه وتعالى-رؤوفٌ رحيمٌ، فهو القادر على كلِّ شيء، وهو القريبُ المجيبُ، وهو الوَلِيُّ الحَمِيدُ، أنْتَ مَوْلَاناَ، نِعْمَ المولَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ، اللَّهمَّ ارفع ما أنزلت، اللَّهمَّ ارفع ما أنزلت، اللَّهمَّ ارفع ما أنزلت عنَّا وعن المسلمين خصوصًا وعن العالم عمومًا، اللَّهمَّ أكفنا شرَّ الأشرار، وكيد الفجَّار، وشرَّ طوارق اللَّيل والنَّهار، فإنَّكَ أنت القادر على كلِّ شيءٍ، لا لَجَا ولا مَنْجَى ولا مُلْتَجَى منك إلَّا إليك، سبحانك إنَّا كنَّا من الظَّالمين، سبحانك إنَّا كنَّا ظالمين، سبحانك إنَّا كنَّا ظالمين، اللَّهمَّ ارفع عنَّا كلَّ بلاءٍ ووباءٍ، وكلَّ شرٍّ وفتنةٍ، إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، أنت مولانا، نِعْمَ المَــوْلَى ونِعْمَ النَّصيرُ، حَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوكِيلُ.

 وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

 

د. صالح بن فوزان الفوزان.

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء

صورة للمقال