الشيخ الفوزان: تفجير المساجد لا يفعله من كان في قلبه مثقال ذرة إيمان



أكد عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، أن جريمة الاعتداء على المصلين في مسجد الرضا بمحافظة الأحساء أثناء صلاة الجمعة، قام بها أناس لا يؤمنون بالله واليوم والآخر؛ مبينًا أن قول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} يحدّد هذه الجريمة وأهلها، وما ينبغي أن يقابلوا به؛ لأن مساجد الله تعالى يجب أن تُحترم وُتصان، لا أن تُنتهك وتستباح دماء المسلمين فيها.

وقال فضيلته: إن انتهاك بيوت الله، وترويع المسلمين الذين أتوا لعبادة الله تعالى، من الجرائم الخطيرة التي لا تصدر عن مسلم سوي في قلبه مثقال ذرة إيمان؛ بل تصدر من فئة ضالة مضلة، تحمل أفكاراً وآراء شاذة ومنحرفة، ويكفّرون المسلمين، ويستبيحون دماء أهل الإيمان، كما أخبر عنهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ وَلاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ).

وأضاف الشيخ الفوزان: منذ أن ظهرت هذه الفئة في آخر عهد الخلفاء الراشدين حتى الآن وهم مخذولون ولله الحمد، وكلما ظهر منهم قرن قُطع كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبيوت الله لها حفظتها، ولها ملائكة تحفظها، ولها جنود من جنود الله تحفظها؛ موضحاً أن انتهاك الأمن الاستقرار ومعصية ولاة الأمور من الجرائم الخطيرة في الأمة، وهذه الفئة الضالة تغذّي أفكارها من أعداء الإسلام؛ بغية إطفاء نور الله؛ ولكنهم في خذلان دائم بعون الله تعالى، والمسلمون في بلادنا -ولله الحمد- في أمن وعز وصيانة ودين الله منصور ولله الحمد.

وتابع: هذه الفئة هي التي أخبر عنها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في قوله : (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ)، وهم يتبعون منهج الكفار الذين يُخرجون الناس من النور والهداية إلى ظلمات الشرك والكفر والحقد على البشرية عموماً، وعلى أهل الإسلام خصوصاً، وهم يعيشون في قلق مستمر، وما حدث منهم إلا نتيجة ما يعيشونه من ضيق في أنفسهم؛ بينما المسلمون ولله الحمد يعيشون في أمن وراحة وإيمان.

وشدد على أن أتباع هذه الفئة الضالة يدّعون الإسلام وهم أعداء المسلمين، ويجب مواجهتهم؛ لأنهم مدفوعون من أصابع خفية من أعداء الإسلام الذين يريدون الشر بالأمة الإسلامية.

وقال مخاطباً رجال الأمن: ثبّتكم الله وأعانكم وأنتم على ثغر من ثغور الإسلام، ومثابون من الله تعالى، وتدافعون عن دينه وعن حرمته، وتُعَرّضون أنفسكم للخطر في مقابل أمن وراحة المسلمين، ومن عاش منكم فهو عزيز، ومن مات فهو شهيد ، ونرجو الله النصر للمسلمين، وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يرد كيد الضالين في نحورهم، ويريح المسلمين من أذاهم.